حينما نما إلى أسماعنا خبر وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لم يكن الخبر كأي خبر يمر على شعب وفِي آل على نفسه أن يضع يده في يد قائد هذا الكيان الشامخ..
لقد كتب الله لهذا الملك أن يغرس حبه في قلوب شعبه الذي أحبه حتى الثمالة، ليعيش في حياة أبنائه من الشعب في البيت، وفي العمل، وفي السوق، والشارع وفي كل مكان!!
ومنذ أن استلم خادم الحرمين الشريفين زمام الملك منذ عشر سنوات وهمّه الوحيد هذا الشعب، فأغدق عليه بالخيرات التي منحها الله لهذا البلد، والتفت إلى المشروعات التي تهم البلد، مستوحياً بنيّة صادقة نقية ما يحتاجه البلد من البنية الأساسية، لتطوير كل ما من شأنه أن يجعل هذا البلد في مصاف الدول المتقدمة!!
وكانت النقطة المفصلية توسعة الحرمين الشريفين التي كانت الأوسع على مر التاريخ!!
إنّ ما تم عمله خلال عشر سنوات مضت يضاهي ما عملته دول مجتمعة في عقود!! لاسيما وأن الأسس الثابتة لهذا الكيان أن يتم عمل المشروعات على قاعدة صلبة ومتينة فلا تنهار!!
إنّ وفاة خادم الحرمين الشريفين كارثة ليس على المملكة فحسب، بل على الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع، فغيابه سيترك فراغاً سياسياً على المنظومة الدولية !! فرجاحة عقله ورزانته، وتمكنه، واتخاذه القرار في الوقت المناسب، جعلت منه رجلاً سياسياً يشار إليه بالبنان!!
رحمك الله يا خادم الحرمين، وجعلك في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقاً، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
ولعل عزاءنا في فقده تسلُّم ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز عرش الملك، ليكون ملكاً للمملكة العربية السعودية.
أسأل الله سبحانه أن يكون توليه هذا العرش خيراً للإسلام والمسلمين، وأن يهبه الله العون والتوفيق ليسود العدل، ويعم الأمن والاطمئنان على هذا البلد وسائر بلاد المسلمين .. يا رب العالمين، وسبحان الله والحمد لله أولاً وأخيراً..