بصراحة... كان الأمر مفجعاً لدرجة أنه من الصعب تصوره إلى هذه الدرجة، منتخبنا يتذيل المنتخبات الآسيوية، غضبنا وتباكينا في البطولة الآسيوية السابقة عندما تلقينا الهزائم الواحدة تلو الأخرى من منتخبات الأردن وسوريا واليابان أما اليوم ماذا نقول عندما نخسر من الصين وأوزبكستان، إنها أم الفضايح وأم الكوارث.
لقد كان بالإمكان أفضل مما كان لو كان هناك واقعية في التعامل مع المنتخب بعد التصفيات الأولى لكأس آسيا من خلال جهاز فني مرموق يستطيع بناء منتخب ليس لهذه البطولة بل لأعوام ومسابقات مقبلة وليس هناك حرج حتى لو كان الهدف كأس العالم 2022، ولكن المصيبة أن كل شيء غاب وتلاشى فلا تخطيط للمستقبل ولا حلول للحاضر كل شيء أصبح ارتجاليا وسياسة الترقيع ومحاولة إرضاء أكبر عدد من الأطراف ومجارات المحسوبية ومجاملة الكبار وكل هذا على حساب البلد وسمعته الرياضية لقد أفرزت لنا هذه البطولة عدة عبر ودروس لمن يريد أن يتعلم، وقد يكون من أبرزها أن المجاملة والمحاباة وتفضيل المصالح هي من انتكس بكرتنا من خلال اتحاد أضعف من الضعيف رغم أنه اتحاد منتخب وتوقعنا منه أكثر من ذلك من عمل إيجابي ومميز إلا أنه خذل الجميع وخذل نفسه قبل كل شيء.
ارحل... يا اتحاد الكرة
بكل أمانة توقع الكثير أن تكون الخطوة الأولى لاتحاد كرة القدم برئاسة الخلوق أحمد عيد تقديم استقالة جماعية بعد تقديم الاعتذار عن جميع الإخفاقات المتسارعة والمتتابعة فبغض النظر عن مشكلات اللجان وتناقض القرارات وتباين الخطوات إلا أن الفشل يجر الفشل فلم تجف الدموع بعد من الإخفاق في بطولة الخليج التي أقيمت على أرضنا وبين جماهيرنا إلا ونسجل فشلا وخزيا غير مسبوق في بطولة كنا إلى وقت قريب أبطالا لها.
إن المشهد العام لهذا الاتحاد لا يمكن أن يحصل علي أي نوع من الثقة بعد كل هذه الإخفاقات والترهل وضعف القرار والشيء المؤلم أن الاتحاد لم يعترف حتى الآن بضعفه وعدم استطاعته بالقيام بواجباته رغم اقتناع كثير من أعضائه بفوضوية العمل وعدم مقدرتهم على فرض سيطرتهم على الأندية وفرقها لاعتبارات عدة، وقد بدأت تظهر على السطح والمشهد الرياضي منذ فترة أن استمرار هذا الاتحاد الضعيف هو استمرار لتدهور وعدم النهوض بكرتنا ويجب أن يدرك عيد قبل غيره أن الأندية الكبيرة أقوى وأشرس من اتحاده حتى وهو منتخب ويجب أن يكون لدى هذا الاتحاد وأعضائه أكثر شجاعة في تقديم استقالتهم وتفضيل المصلحة العامة على أي مصلحة أخرى، ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه فالرحيل بكرامة أفضل بكثير من الرحيل الإجباري فلم يعد لهذا الاتحاد أي قبول من الصغير قبل الكبير.
نقاط للتأمل
- خسارة المنتخب من الصين ومن ثم أوزبكستان يعني أننا قد أصبحنا في الصفوف الخلفية لآسيا وقد تذيلنا المنتخبات في القارة مع الأسف.
- ما يؤلم أننا نمتلك عناصر ومواهب أفضل بكثير ممن كانوا متواجدين في المنتخب في الخليج أو آسيا والسؤال من الذي يختار العناصر، أشك أنه مدرب أو مطلع.
- غياب أحمد عكاش وعبدالفتاح عسيري وأحمد الفريدي وسند شراحيلي وباجندوح عن صفوف المنتخب يدل على أن هناك مجاملة لبعض اللاعبين وأن هناك تدخلات وهذه أم المصائب وإحدى مشكلات الكرة السعودية.
- اللهم إن ذمتي بريئة من اتهام أي جهة أو أشخاص حول ما حدث ويحدث للمنتخب وللكرة لدينا ولكن كل ما في الأمر طرح تساؤلات واستغراب من منظور شخصي بحت.
- تستعد معظم الأندية من خلال معسكرات وجولات ولقاءات للاستحقاقات المقبلة متناسين الأهم من كل هذا وهو حقوق ورواتب واستحقاقات اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية لديها.
- تؤكد الأنباء أن الأندية قد رصدت مبالغ ضخمة لتعاقداتها الشتوية رغم أن جميع هذه الأندية مديونة ولديها مشكلات مالية ضخمة من جهات عدة، وقد وصلت معظمها إلى أروقة الفيفا.
- إصرار اللاعب سعيد المولد للعب لفريقه السابق الأهلي وعدم اعترافه بقرار لجنة الاحتراف أمر خطير ويدل على ترسيخ ثقافة لدى اللاعب تتنافى مع ثقافة الاحتراف الكروي.
- غادرت بعثة المنتخب بطائرة خاصة إلى أستراليا وعادت نفس البعثة عن طريق دولة أخرى واستقل اللاعبون سيارات الليموزين لمنازلهم بدون أي استقبال أو مواساة. لا تعليق الخبر يعلق على نفسه.
- خاتمة:
- الموت ليس أعظم مصيبة في الحياة..... أعظم مصيبة هو أن يموت الخوف من الله ونحن على قيد الحياة. (ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي).