النزاع الفلسطيني اليهودي (الإسرائيلي) في فلسطين العربية المحتلة نزاع استعماري في مقامه الأول باحتلال فلسطين في 15 مايو (آيار) 1945م بقوة السلاح وشراء الأراضي والممتلكات واغتيال رموز قادة الشعب الفلسطيني بدم بارد.
كما أن النزاع بين أصحاب الأرض الحقيقيين وبين المهاجرين اليهود إلى فلسطين العربية بعد طردهم من ألمانيا وباقي بلدان أوروبا الغربية نزاع تاريخي بتزوير تاريخ فلسطين تزويراً جائراً لا يتفق مع أبسط حقوق الإنسان الذي يتردد صداها في أبواق ووسائل الدول الغربية المختلفة إمعاناً في الظلم والقهر والاضطهاد للشعب الفلسطيني.
ولم يعد احتلال الكيان اليهودي (الإسرائيلي) في فلسطين العربية المحتلة احتلالاً سياسياً بالاستيلاء عنوة على أرض فلسطين العربية، واضطهاد شعب بأكمله، وإنما أيضاً نزاع إيديولوجي (ديني) عقدي بالإصرار على انتهاك حرمة المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في مدينة القدس الشريف ثالث الحرمين الشريفين ومعراج رسول الإسلام -عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم- إلى السماء، فكيف يعلن جنرالات الاحتلال الذين احتلوا القدس الشرقية عام (1387هـ - 1967م) وإعلانها بكل وقاحة بأنها (موحدة)، وستبقى عاصمة أبدية لكيان يهودي زائل لا محالة؟.. وما هو المستند العقدي أو التاريخي أو السياسي؟.
وضم مدينة القدس وتهويدها من خلال تطويقها بالأحزمة الاستيطانية، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وسحب هويات سكان القدس، وكافة التغييرات الجغرافية والديموغرافية (البيئية) التي دأب جنرالات الكيان اليهودي في تنفيذها منذ بداية احتلاله لمدينة القدس عام (1387هـ1967م) وحتى الآن إذ بدأت الجماعات اليهودية بالعمل على قدم وساق في هدم المسجد الأقصى من خلال الترويح الكاذب لمعتقدات أصولية يهودية مزيفة لا أصل ولا مستند تاريخي لها وبمباركة سلطات الكيان اليهودي (الاستعماري) التي سمحت بإقامة المؤتمر السنوي (السابع) لحركة بناء الهيكل المزعوم، فقد أقسم آلاف اليهود المرتزقة على هدم المسجد الأقصى، وهو المسجد الذي يؤدي فيه المصلون من المسلمين فروض صلواتهم الخمس فيه ليلاً ونهاراً.
وقد تعرضت مدينة القدس منذ استيلاء الكيان اليهودي عليها بالحرق والحفر والتدمير والتدنيس المتواصل من قبل جنرالات الاحتلال اليهودي بدءاً بالإرهابي شارون وباراك وأولمرت وبيريز ونتنياهو إنفاذاً لتصريح الإرهابي (ثيرودر هرتزال) مؤسس الحركة اليهودية (الصهيونية) في المؤتمر الأول الذي عقد في مدينة (بال) في سويسرا عام (1315هـ - 1897م) ما نصه: إذا حصلنا يوماً على (القدس) وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي شيء، فسوف (أدمر) الآثار التي مرت عليها القرون.
وأشار أول رئيس للكيان اليهودي (الاستعمار) في فلسطين العربية، المحتلة (دافيد بن غوريون): لا معنى لفلسطين بدون القدس.. وأضاف الإرهابي بن غوريون: ولا معنى للقدس بدون الهيكل!.. وأعلن الإرهابي (ليفي أشكول) رئيس وزراء الكيان اليهودي (الإسرائيلي) في 17 يونيو (حزيران) 1967م: إن (إسرائيل) لن تتخلى مطلقاً عن الجزء القديم (الشرقي) من القدس، وإنها ستعمل من أجل حدودها الطبيعية الحقيقية!. وحدد الإرهابي (إسحق رابين) مفهوم (الأمن) في مقولته: يمكن السيطرة على وادي الأردن وعلى القدس موسعة وموحدة وعاصمة أبدية لدولة إسرائيل!.
ومن أساليب جنرالات الكيان الاستعماري (اليهودي) الإسرائيلي القذرة فإلى جانب استمرار الحكومات المتعاقبة للكيان اليهودي في توسيع المستوطنات (المساكن) اليهودية والاستمرار في بنائها خاصة في مدينة القدس بهدف وضع (المفاوض) الفلسطيني تحت الأمر الواقع في المفاوضات النهائية الخاصة بمدينة القدس، وبعد التوقيع الجانب الفلسطيني والجانب اليهودي (الإسرائيلي) في مدينة واشنطن (دي سي) الأمريكية في 13 سبتمبر (أيلول) 1993م الشهير المعروف باتفاق أوسلو صدر قرار (المحكمة) اليهودية الصهيونية العليا باعتبار (الحرم الشريف) في القدس جزءاً من دولة إسرائيل ووضعه تحت وصاية جمعية أمناء الهيكل اليهودي!. وأمام مرأى ومسمع العالم العربي والإسلامي بأسره بدأت إجراءات الضم والتهويد وإلغاء صبغتها الإسلامية، وتغيير تركيبتها السكانية، والسعي إلى تحويلها في القريب إلى (مدينة مليونية يهودية) ارتبطت وتزامنت مع بداية الاحتلال اليهودي الكامل للمدينة المقدسية - مدينة القدس عام (1387هـ -1967م).