لا أعتقد أن هناك بلدا يحتاج إلى توفير المياه مثل بلدنا فنحن صحراء بلا أنهار ولا أمطار وتكلفة تحلية المياه عالية جداً، فضلاً عن إسرافنا حد الهدر.
مع الأسف هو عنوان استخدامنا للمياه ودعوات وصيحات الترشيد أصبحت تظمأ إلى أدنى شيء من الأخذ بها..
بل وحتى التعامل مع وسائل توفير المياه سهلة وميسرة لا نطبقها وكأننا على بحيرات من المياه العذبة.
إن هناك تجربة ناجحة جدا بإمكانها أن تقلص»هدر المياه» وتوفيرها بدلاً من أن تضيع هباء.. هذه التجربة الرائدة طبقتها شركة وطنية رائدة بمكة المكرمة «شركة مكة للإنشاء والتعمير» قبل سنوات عديدة ونجحت فيها نجاحاً لافتاً وهي «إعادة تدوير استخدام مياه المغاسل والاستحمام واستخدامها بصناديق الطرد «السيفون» بدلاً من تضييع هذه المياه».
لقد طبقتها هذه الشركة وأصبحت توفر آلاف الأطنان من المياه وتبعتها مشاريع شركة جبل عمر بمكة المكرمة، ولا بد هنا أن أحيي رائد هذه التجربة ابن الوطن، ابن أم القرى الشيخ عبدالرحمن فقيه القريب من كل خير ومن كل ما يخدم الوطن, حيث هو الذي طبق هذه التجربة في الشركات التي له علاقة بها، فرشدت المياه ووفرت 40% من المياه العذبة, وقد دعا الشيخ فقيه في تجاوب له مع الكاتب أ. محمد عمر العامودي إلى تطبيق هذه التجربة الناجحة من قبل الجهات الحكومية والشركات والفنادق وقد أشار سعادته إلى أنه سبق وأن صدر أمر سام بتطبيق ذلك مقترحاً تفعيل هذا الأمر بربط تصريح البناء بعمل شبكتين لتدوير المياه عند وضع مواصفات المباني.
إنني أدعو الوزارات المختصة: المياه، الشؤون البلدية والقروية، وزارة الشؤون الإسلامية إلى سرعة المبادرة بالإلزام بهذه التجربة الناجحة وبخاصة بالفنادق والمؤسسات والمساجد، وأمثالها لتوفير المياه وترشيدها، وبخاصة أنه صدر أمر سام بذلك لكن أين التنفيذ؟.
وبعد: لنبدأ خطوات الترشيد قبل أن نكون كأجدادنا بدواً رحلاً نبحث عن الماء.
=2=
«طقاقة» 25 ألفاً بليلة:
وجامعية بألفين بشهر!!??
* طرحت بحسابي بتويتر تغريدة هذا نصها: « ترى ماذا نقول للجامعيات اللاتي لا يجدن وظائف أو يجدنها بأجور بخسة إذا رأين «الطقاقة» تأخذ بليلة واحدة 25 و30 ألف ريال؟ فماذا نقول للجامعيات؟».
سؤال طرحته وأعرف أن كل الأصداء والتعليقات والتغريدات للإجابة على السؤال اكتست حروفها ألما وحسرة وبخاصة من المغردات!!
كن يتساءلن كيف طقاقة تحصل على هذا الدخل الكبير في ليلة واحدة، ومن تعبت وسهرت وبذلت جهدها سنين طوالاً لا تحصل إذا ساعدها الحظ إلا على خمس بل أقل من هذا المبلغ في شهر وليس في ليلة!
إحدى التغريدات الممضة قالت كاتبتها بحسرة «يا خسارة على الجهد الذي بذلناه» وتعليق آخر قال المغرد فيه: خبرك قديم هناك فنانة عادية تأخذ بالليلة مائة ألف وأكثر!
أتوقف هنا وأحمل المجتمع أو بعض فئاته من رجال ونساء سبب هذا الانتكاس بالمفاهيم والتبذير بحفلات الزواج حتى وصل ما يعطى للطقاقات أو الفنانات مثل هذه المبالغ الخيالية!!
إنه تبذير مؤلم ينذر بشر مستطير وإحباط مقلق للمتعلمات المتخرجات و»يا عين هلي صافي الدمع هليه».