أحيانا ظروف الحياة لا تساعدك على أداء واجب أدبي أو حق تكريم لمستحق وما أبهى التكريم للإنسان سواء كان أديبا أو عالما أو طبيبا أو إداريا منجزا وهو لايزال بيننا فهو يسعد به ونحن نفرح حين نقرأ الفرح في عينيه.
لقد عاندتني ظروفي التي لم تمكنني من أن أحضر مناسبة تكريم منتدى الأستاذ عبدالله محمد البابطين الثقافي بروضة سدير احتفاء بالشاعر أ/ عبدالعزيز سعود البابطين الذي» توأم « الشعر مع المال فنقض نظرية الشاعر الذي قال: «لا يجمع الله بين الشعر والمال» نقضها:عطاء شعريا واقتدارا ماليا وظف بعض ما أفاء الله به لتحفيز المبدعين وتكريم الأدباء الصادقين.
* * *
ها هو الآن ينال شيئا من التكريم المستحق وهو بين أروقة قلوبنا فما جزاء الإحسان إلا الإحسان، ينال التكريم وقد بلغ عمر جائزته الشعرية ربع قرن وهي تنهض برسالتها في نشر الشعر الجميل وتحفيز الشعراء المبدعين وتقوم بطبع أجمل قصائد الشعر العربي الذي أثرت بها الجائزة المكتبة الشعرية العربية فضلا عن رسالتها في نشر آثار الشعراء الكبار وتخليد أسمائهم والتعريف بعطاءاتهم من خلال دوراتها فهي تقيم كل دورة باسم أحد الشعراء العرب الكبار وتطبع إنتاجه وتقيم ندوات لدراسة شعره وحياته.
* * *
ولا أدري بالمناسبة هل الجائزة أقامت دورة باسم الشاعر العربي الكبير غازي القصيبي- رحمه الله- حيث إنني لم أتابع كل دوراتها فإن لم يكن فلعل أ/ عبدالعزيز ومجلس أمناء الجائزة يبادرون إلى إقامة أقرب دورة باسمه.
* * *
إن الأستاذ الأديب عبدالله البابطين ناب عن مثقفي وأبناء بلادنا: البلد الثاني، بل البلد الأم للأستاذ عبدالعزيز البابطين في الاحتفاء بصاحب أكبر جائزة شعرية عربية معاصرة أضحت أيقونة مضيئة في عالم الجوائز.. وأ/ عبدالعزيز البابطين نوع نادر من رجال الأعمال فهو لم يبذل ماله فقط بل إنه سخا بوقته وجهده ونبله لهذه الجائزة ودوراتها ومطبوعاتها ولمشروعه الأثير»مكتبة البابطين بالكويت» التي زرتها فوجدتها ليست مجرد خزانة كتب فقط بل هي معلم أدبي كبير بالكويت على ضفاف الخليج العربي بكنوزها الثقافية المتميزة وبمناشطها المنبرية.
تحية للمحتفي والمحتفى به وأدام الله مناسبات الوفاء والاحتفاء.