لفت نظري ثقة شاعر شاب بنفسه أولاً، وما في جعبته من شعر ثانياً في لقاء تلفزيوني في إحدى القنوات الفضائية التي يفترض أنها متخصصة.! حاول المذيع، الذي لا يفقه في الشعر الشعبي ما يؤهله للدور المناط به كما ينبغي، أن يُظهر نفسه بالمتمكّن والمُلم ولكن هيهات.! فمن حسن طالع الشاعر الشاب الضيف أن اللقاء - على الهواء - وبالتالي ليس هناك مجال (لمنتجة اللقاء) الذي كشف ضحالة غير المتخصص في موقف لا يُحسد عليه، وقد أكبرت في الشاعر الشاب رُقيه في تعاطيه مع الآخر، وتحديداً تجاه من كان يتوهم أن باستطاعته تغييبه وتهميشه حين تطرق لبحور الشعر الشعبي مثل -الهجيني والمسحوب والهلالي - وغيرها بجهالة شبه تامة فيها.! فما كان من الشاعر الشاب إلا أن أخذ بيد هذا المذيع! ليضيف لمعلوماته أن البحور التي ذكرها المذيع ليس لها صلة البتة في أكثر من قصيدة ألقاها الشاعر الشاب عبر اللقاء الذي لا تهم القارئ تفاصيله، بقدر ما تهمه جدوى وضع (المناسب في المكان المناسب) إذا ما فعّلنا مقولة (الرصد أول خطوات العلاج)، فالشاعر الشاب يرفع بأدبه الجم من شأن مستضيفه من حيث أراد الأخير خلاف ذلك أي مفارقة هذه؟! حيث كان لسان حال المشهد لصالح الشاعر الشاب قول الشاعر أبو فراس الحمداني:
يَجْنيْ عَلَيَّ وَأَحْنُو صَافِحاً أبَداً
لاَ شيءَ أحْسَنَ مِنْ حَانٍ عَلَى جَانِي
لهذا فالشاعر الشاب الجاد الذي ينتمي للشعر بموهبة حقيقية يحرص على أن تتبلور تجربته تماماً ولا تهمه
أي معوقات أو منعطفات في مشواره، إذا كان يطمح أن يُشار إليه بالبنان كمتميز في مجاله. وبالتالي فنصيحة كل منصف ومحب للشعر له هي المقولة المعروفة (فلتقدّم أفضل ما لديك Be The best that you can be).
وقفة للشاعر إبراهيم بن مزيد -رحمه الله-:
أقول إن الفتى يمشي مْدَبَّر
ولاَ لِه غير ما كتب بجبينه
يقوله واحدٍ غَرَّب وجَرَّبْ
وذاق من الدَّهر زينه وشينه