تُكتب في كل يوم مئات القصائد منها القوي والمتوسط والضعيف، ويبرز منها القليل وعادة المتميز الندرة و(لو كان الماس بعدد الحصى لأصبح بقيمة الحصى)، وهذا ما لا يختلف عليه اثنان، وقد يبرز في زمن ما عدد من الشعراء المتميزين الذين لا يستطيع الناقد غير المتمكن أن يقلل من قيمة ما يقدمون من شعر، لكن الناقد البصير يستطيع أن يرتبهم بحسب الجودة الحقيقية.
وهناك نوع من الشعراء لا يحتاج الحكم عليه لناقد نادر مثله، إذ هو كالشمس لا تحتاج إلى دليل فما أن تسمع أبياتا له لو لم تقل إنها لفلان، لعرف أبسط الناس أنها له وتفاعل معها وصفق لها، والفوارق في الإبداع كالفوارق في الخلق هبة ربانية تنمو وتكبر بالعناية والرعاية والإحساس الحقيقي بأنها موهبة يجب الحفاظ عليها من قبل صاحبها لتبقى متجددة لافتة مقنعة.
وقد يمتلك بعض الشعراء مواهب جيدة لو رُعيت رعاية حسنة لتركت بصمة رائعة في سجل الشعر، لكن أصحابها أخذهم الإعجاب بشاعر ما وظنوا أنهم بتتبع طريقته وانتهاج نهجه قد يقنعون الجمهور الذي احبهم بشعرهم، والجمهور ليس ساذجاً يستطيع من أراد خداعه أن يخدعه فهو يميز بين من يستحق أن يبقى ومن لا يستحق.
وقفة:
عن كثر وصل غيرك
في قليلك رضيت
ويش ابي بالوصال
إن صار ما نتب هله
عنك ماسج قلبي
واختفيت وسليت
مثل ما سج عن غيرك
وتاب ودله