فاصلة:
«من يبحث عن الظلام لا يحتاج إلى مصباح» (حكمة عالمية)
نشرت الصحف المحلية أن وزارة التربية والتعليم رصدت من خلال جولات تفتيشية إشعال الحطب والفحم داخل بعض المدارس للتدفئة بسبب الظروف الجوية الباردة التي تعيشها المدن السعودية حالياً.
الوزارة عمّمت على مدارس المراحل التعليمية كافة بمنع استخدام أية وسيلة تدفئة مخالفة لشروط السلامة، ودعت الإدارات التعليمية كافة إلى توجيه منسوبيها بالاكتفاء بوسائل التدفئة الحديثة والآمنة المعتمدة نظامياً، لضمان عدم وقوع حوادث حريق، لكن هذا لا يكفي؛ لأن الاستعداد لدى المدارس ليس كافياً، وما من رقابة!!
الموجة الباردة التي اجتاحت المملكة مؤخراً جعلتني أتساءل: كيف نُفاجَأ والبرد يزورنا كل عام في موعده؟
وأكثر ما أزعجني هم الأطفال الذين سيذهبون إلى فصول دراسية باردة، وسيضطرون إلى دخول دورات المياه وهي باردة لغياب التدفئة في بعض المدارس أو رداءتها؛ إذ لا يوجد تدفئة مركزية كما في المدن الغربية، ولا تتنازل بعض المدارس عن طابورها الصباحي، وما زال الصغار يذهبون إلى المدرسة في الصباح الباكر دون أي مراعاة لبرودة الجو في مثل هذه الساعات المبكرة!!
وما زلنا نكتب المقالات تلو المقالات في كل عام عن معاناة الأطفال في المدارس، فلا وزارة التربية والتعليم تفعل شيئاً أكثر من تأخير دوام المدارس ساعة، وتعميم إرشادات السلامة على المدارس، ولا المدارس تضع لها خطة مناسبة للتعامل مع نتائج البرد على صحة الأطفال!!
أما مسؤولية الأسر فلا تتخطى حث أطفالها على التغيب عن المدرسة فقط.
هل عدم الاستعداد والتهيئة هو سمة المجتمع؛ لذا كل ظرف حياتي صعب يعتبره هذا المجتمع مفاجئاً؟
يفاجئنا البرد والمطر الغزير والعواصف الرملية وكل تقلبات الطبيعة؛ لأن البنية التحتية أو الاستعدادات لدينا في غالب حياتنا اليومية ليست كافية، وكأننا فقط مؤمنون بخطط الطوارئ!!
الأسرة ووزارة التربية والتعليم ووسائل الإعلام تتحمل مسؤولية أي طفل يتضرر من جراء هذا البرد القارس؛ لأنه فقط ذهب إلى مدرسته ليتعلم، وإذا لم يكن لدى الأطفال القدرة على التظلم فلا بد أن يكون لدينا الشعور بمسؤولية الأمانة على أرواحهم.