لكل زمان شهداء، ولكل شهادة طريقة، وهذا الوطن تزيِّن ساحته أسماء رجال قضوا دفاعاً عن أرضه وعرضه، قضوا وهم يدافعون بغاة استحلوا الدماء المعصومة، واستباحوا الأرض الطاهرة المقدسة،
بفكر خارجي مارق من الدين كما يمرق السهم من الرمية كما أخبر بذلك النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
في الحدود الشمالية حدث مثل ما حدث في الحدود الجنوبية في شهر رمضان الماضي اعتداء على رجال الثغور، صورة طبق الأصل تماماً مما يدل على أن الأجرام والمجرمين أصحاب فكر واحد، فهؤلاء استحلوا دماء الأبرياء وفي نفس الوقت استحلوا الانتحار، من خلال تفجير أنفسهم بالحزام الناسف!!
الحديث عن الجريمة لم يعد الحديث الجديد على المجتمع، فالجميع بفضل الله مؤمن كامل الإيمان بأن هذا العمل الخسيس، عمل أناس لا خلاق ولا دين لهم، حتى وإن كبّروا وهلّلوا وادّعوا دفاعهم عن الإسلام والمسلمين، ففي أسلافهم ما يغني عن الحديث عنهم، فخوارج الأمس هم خوارج اليوم فكراً وعملاً وتخطيطاً وتنفيذاً.
الخيانة ديدنهم، والغيلة أسلوبهم، والكذب منهجهم، والنفاق دينهم، حتى وإن صلوا وصاموا وحجوا واعتمروا، فإن كل هذا يحبطه تكفير مسلم، وإراقة دم معصوم، وكفى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الخوارج (يقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدوا تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية).
نحمد الله أننا في هذه البلاد لا تزيدنا الأحداث إلا لحمة وحرصاً على بلادنا وأمنها وقيادتها، وما حلّ بأي جزء أو فرد من المجتمع ما يكدره، إلا عمّت الوطن حالة من التلاحم والتعاون والمحبة المتجددة.
لشهداء اليوم والأمس الدعوات بأن يكونوا مع النبيين والصديقين الذين أنعم الله عليهم وأعظم لهم الجزاء، وللوطن شعباً وقيادة المزيد من المحبة واللحمة والأمن والإيمان.
والله المستعان.