من طرائف الأسماء ما يوقع في شبهة النية , ويؤجج الخلاف بين الناس,..
وأشدها دهشة حين تتحول الأسماء إلى عامل ناقض لكيان أسرة .., أو هادم لعلاقة صداقة...!!
فمن ضمن طرائف الظروف, والطقوس هذه العاصفة الثلجية التي اجتاحت العالم.., وحطت رحالها على إخوتنا السوريين في المخيمات , وعلى الطرقات , واللاجئين للدول المجاورة..ومن جاورهم..بما فيهم أهلنا في الشمال..!
فمن حيث أصابت في مقتل , وألحقت الضرر, وأنزلت بكثيرهم كارثة صحية ,ونفسية..ومادية, بل أزهقت بزمهريرها ,وعرائهم أرواحا.., فإنها بالاسم « هدى» الذي أطلق عليها في الأردن كانت سببا في شغب عتيٍّ هزَّ كثيرا من العلاقات بين الأفراد..وقوض علاقاتهم..,
قرأنا أن أردنيا نشبت بينه وبين زوجته مشكلة أدت إلى طلاقهما, حين وصف «هدى» العاصفة بما لا تحب زوجته, وفشل في إقناعها بأن المقصودة بما قال هي «هدى» العاصفة , لا هدى « الزوجة»,..
لكن بالنوايا تُفسر الأفعال , كما أن الأفعال تفسر النوايا,..
وهكذا أصرت الزوجة , فخرجت طليقة من محضن عشها ,وسكَّرت باب حياتها الخاصة..!
وأخرى مزقت نسيج علاقتها بصديقة «شتمت « هدى» العاصفة بما لا تحتمله صداقتهما , وذهب الظن برميها بما لا تفصح عنه إلا عن طريق الكناية بالعاصفة.., وقد يكون الأمر ذاته ما جعل أمير منطقة تبوك يرفض اسم «هدى» للعاصفة..!!
صحيح أن كل أمر في مجريات الطبيعة, وتكوين الخلق يسير في مجرياته بهدى نواميس أقداره التي أحكم حركتها, وقدَّر سكونها الخالق العظيم,..
وصحيح أن اسم «هدى» الذي توسم به النساء, وتوصف به أفعال البصيرين من العباد..مشتق من الهداية الدالة على التوفيق, وسلامة الطريق..!
إلا أنها عاصفة موجعة.., لا تشبه عواصف نساء في أقسى حالات تحدرهن...!!
لذا حلَّت بكارثتها, على اختلاف رموز وسومها...!!