للفائدة العلمية والشرعية أقول في مبتدأ الحديث نقلاً عن بحثٍ للعلامة أ.د. زغلول النجار أستاذ علوم الأرض ورئيس لجنة الإعجاز العلمي بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - مصر، يقول في معرض تفسيره للآية الكريمة: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحديد:25).
يقول: تُمثِّل عملية إنزال الحديد إلى الأرض وتمايزها إلى سبع أرضين واحدة من أخطر العمليات في تاريخ الأرض.. فلولاها ما كانت الأرض صالحة للعمران.. ويُعتبر سبق القرآن الكريم بالإشارة إلى تلك الحقيقة التي لم يصل إليها علم الإنسان إلا منذ عقود قليلة، شهادة صدق كذلك بنبوة ورسالة الرسول الخاتم الذي تلقى هذا الكتاب الخاتم وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين.
تلكم الحقيقة العلمية التي أشار إليها عالمنا الجليل - حفظه الله - آثرت تقديمها كفائدة أسأل الله - جُل شأنه - أن ينفع بها، قبل الانتقال إلى حال منتخب الوطن ومهمته في أستراليا، الذي أسأله - سبحانه - أن يكتب التوفيق للأخضر فيها، فأقول بما لا يمنع من إضافة شيء يسير من أدوات السُخرية - المقبولة شكلاً ومضمونًا - في رأيي المتواضع، لعل وعسى أن ينفع الله منتخبنا والقائمين عليه بما نكتب.
فالمنتخب السعودي الذي يتواجد في المجموعة الثانية أو (المجموعة الخشبية) كما أُسميها - دون أدنى تحفظ - هو المنتخب الوحيد الذي يُعوّل على عناصره الأساسية تحقيق معادلة مستحيلة.. تُخرج لنا على أثرها من الخشب حديداً.
ولأن المستحيلات في الكون معروفة عقلاً ونقلاً، فلا بأس أن نقتبس من واقع المستحيل حيّزاً من الممكن أن يتحقق قدر الإمكان، وإن حفظنا لوجه المقارنة في الزمان والمكان استحالة التحول بين الخشب والحديد إلا على منثور حبر الورق وتقلبات أمزجة البشر، حيث يبقى للخيال مجالٌ للتصديق وقبول اللا - ممكن.. واعتباره.. ممكناً إلى حد بعيد.
المجموعة الخشبية، والتي تضم (الصين وكوريا الشمالية وأوزباكستان) لم ولن تكون أصعب من سابقتها في ذات الدور من الكأس الآسيوية (السابقة) الخامسة عشرة بالدوحة والتي ضمّت حينها (اليابان ومنتخب - النشامى - الأردن ومنتخب سوريا).. المجموعة التي كان المحللون وكبار النقاد الرياضيين يرشحون وصيف بطل آسيا 2007 (المنتخب السعودي) بجانب اليابان، فجاءت الخيبات أكبر بكثير من أضغاث الأحلام حين صعق المنتخب السوري (المحمَّل بالمآسي والجراح) منتخبنا بهدفين كتبا خروج الوصيف مبكّراً جداً، وقبل انتظار باقي الهدايا التي ختمها منتخب اليابان على أشباح المنتخب السعودي حينها.
قد يقول قائل: وما فائدة الحديث عن الماضي قبل المبارة بأربع وعشرين ساعة، فأقول: لا تخشوا تأثيراً سلبياً من هكذا قول (موجه للجمهور العاطفي) بالدرجة الأولى، أما المنتخب والقائمون عليه فحتماً سيقرؤون منثور (بصريح العبارة) بعد اللقاء المنتظر الذي يجمعه بالمارد الصيني القديم، وليس قبله (هذا مع افتراض وجود الاحترافية في العمل وتوقيت النوم والاستعداد بدرجة منتخب محترف) حيث ستكون المباراة غداً السبت 10 يناير الساعة 11 بتوقيت السعودية. أما وصف المنتخبات في مجموعتنا بالخشبية، فتلك حقيقة، ولكنها الحقيقة التي تشمل بذات الوصف (الخشبي) لمنتخبنا الوطني.. فالمستويات الباهتة للمنتخب منذ أكثر من 12 عاماً ويزيد، تجبرنا قسراً على تصنيف خشبي للأخضر تماماً كما هو حال مجموعته التي لن يفصله عن التأهل للدور الثاني إلا تجاوز منتخبات خشبية (قولاً واحداً) كوريا الشمالية وأوزباكستان المنتخبين الأجوفين تاريخاً كروياً وحصاداً حقيقياً للبطولات.
لذا، فقد حُقّ لقلم (العبد لله) أن يتساءل: هل سيُصنع من الخشب الحديد في أستراليا، فنرى منتخباً قوياً يقص الشجر والورق الآسيوي بقوة (الحديد)، ماذا وإلا فإننا ننتظر مجموعة في 2019 م تضم بجانب منتخبنا منتخبات بوتان ومنغوليا وميانمار وأبخازيا، لعل وعسى أن نتأهل فقط للدور التالي.
الدوري وسيزار أهلاوي
) شخصياً لن أصدق أن الأهلي أعاد البرازيلي الموهوب برونو سيزار بديلاً لصفقة (السمسرة الموسمية) داني - غير الإسباني -.
) أقول إن تغييراً واحداً فقط بجانب هذا، تغييراً في شكل ورسم واسم حراسة الأهلي قبل انتهاء (أربعينية منتخب الوطن) كما ذكرت الأسبوع الماضي، إما بالتعاقد مع أحمد الكسار (الرائد) أو رافع الرويلي من (العروبة) أو من على شاكلتهما.. فحتماً سنسترجع بهكذا رسم لخارطة الفريق، حُلماً - بإذن المولى - يغدو حقيقة في أن يكون الدوري هذا الموسم.. أهلاوياً مائة بالمائة.
خُذ عِلْم
- هزيمتا منتخبنا التجريبيتان أمام البحرين وكوريا تعني أن أيام اتحاد (عيد وربعه) تقريباً باتت محدودة أو بالأصح معدودة.. تبقى المباريات الثلاث التي قد تبعد اثنتان منها فقط اتحاد الكرة العجيب.
- من كان يظن مجرد ظن أن الفريق الأسترالي الذي تفوق عليه (الزعيم) في كل شيء عدا نتيجة المباراتين اللتين صيرهما الحكمان الإيراني والياباني كيفما أرادا، أقول: من ظل يتهكَّم على الفريق السعودي البطل الحقيقي غير المتوّج، عليه فقط أن يتابع المنتخب الأسترالي ليتأكد أن منتخبات آسيا ستكون في كفة والمنتخب الأسترالي في كفة أخرى بعيدة تماماً عن المقارنة.. أقول ذلك للتذكير بقوة الأستراليين فنياً وبدنياً رغم تفوق الهلال السعودي فنياً على سدني الذي يضم أربعة لاعبين دوليين بالمنتخب الأسترالي، وهم المدافعان بريزتان روار وريسي كيرا ولاعب الوسط فيتور سابا، وثلاثة لاعبين من أصول برازيلية.
في الصميم
يقول الإمام الشافعي - رحمه الله -:
تموت الأسد في الغابات جوعاً
ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهل قد ينام على حرير
وذو علم مفارشه التراب