كل من يعيش على هذه الأرض مصيره إلى الفناء {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، يتذكره الجميع في صور شتى في الحالات المرضية، وفي الحوادث المتنوعة التي تنتج من خلال حوادث السيارات والحريق والسكتات القلبية المفاجئة. وفي ظل هذه الإيحاءات الإنسان يقوم بأعماله ويكدح في هذه الحياة وينهج القول المأثور (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً). وهذا القول منطقي ومتوازن لمن أراد العمل للدارين، فزميلي الأستاذ عبدالعزيز الغانم أحد القائمين على إدارة تحرير رسالة الخليج العربي التي يصدرها مكتب التربية العربي لدول الخليج هو - إن شاء الله - من الذين يسعون للظفر بالعمل الذي يوصل إلى نعيم الدارين، ولا نزكي على الله أحداً، ولكن من خلال مشاهد عشتها وعاشها زملائي في المكتب والتي امتدت لأكثر من ثلاثين سنة وذلك في محافظته على الصلاة الجماعة التي تقام داخل المكتب، إضافة إلى حضوره إلى العمل مبكراً وأداء المهام المطلوبة منه بكل جد وإخلاص.
فرسالة الخليج العربي التي تعد من أفضل الدوريات العلمية المحكمة في الوطن العربي شاهدة له على أعماله، ويتم العمل وفق تعاون راق مع زملائه في إدارة التحرير التي هي السكرتارية المعنية في فرز البحوث وإرسالها إلى المحكمين بعد اطلاع هيئة تحرير المجلة عليها هذا العمل الذي أمتد لسنوات طوال لم يكن من فراغ، فالأستاذ عبدالعزيز - رحمه الله - لم يتم اختياره من قبل المسؤولين في المكتب اختياراً ارتجالياً، فهو يملك نزعة أدبية وثقافية متعلق بحب القراءة ولا سيما في موروثنا الأدبي الكلاسيكي والرومانسي منه، فأمير الشعراء متعلق به ويحفظ الكثير من شعره ويقرأ عن أدب الحداثة وفي شتى أنواع الأدب، وكثيراً ما يأتي إلي في المكتبة لاستعارة بعض الكتب التي تعنى بالأدب العربي وفنونه. ومن المشاهد التي لن أنساها عندما قام بإهداء المكتبة بعض الإصدارات التي انتهى من قراءتها وفضل إهداءها للمكتبة.
أيضاً تجمعني به ظروف العمل باستمرار من خلال التنسيق معه في اختيار المادة المخصصة للتعريف بالكتب والرسائل العلمية والدوريات التي وردت إلى مكتبة المكتب، فهو يحرص دائماً على المبادرة في الحث على تزويده بهذه المادة التي عادة تكون حاضرة ضمن محتويات رسالة الخليج العربي في كل عدد يصدر من أعدادها بحسب السياسة التي تتبعها المجلة.
رحمك الله أيها الزميل العزيز وأسكنك فسيح جنته وألهم أبناءك عبداللهعبدالناصر وعبدالرحمن وعبدالمجيد ويزيد والوليد ونواف وبناتك عبير وأنوار وأخيك فهد وزوجتك وجميع أسرة الغانم الصبر والسلوان.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد