شركة لكسوتيكا Luxottica، هل سمعتِ بها أيتها القارئة الكريمة؟ لا أظنك تعرفينها. لكن إذا كنتِ تملكين نظارات شمسية (أو حتى طبية) فهناك احتمال كبير أنك تلبسين أحد منتجاتهم، لأن هناك نصف مليار شخص من زبائنهم ولا يدرون!.
ما أسوأ الاحتكار. الاحتكار هو أن يسيطر تاجر على السوق، وهو من قبائح السوق الحرة التي تبيح للسوق أن يفعل ما شاء، وبسبب مساوئه فحتى الدول الرأسمالية تحظر الاحتكار وتمنع الشركات من التضخّم الذي يقتل منافسيها، غير أن قوانين الدول صارت حبراً على ورق وكَثُر الاحتكار اليوم.
هذه الشركة الإيطالية الضخمة تملك 80% من أنواع النظارات الشمسية في العالم منها راي بان وأوكلي وفوغ، وحتى الماركات أو العلامات التجارية الغالية التي لا تصنع النظارات -مثل أرماني- تتجه لهذه الشركة، فإذا اشتريتِ نظارة شمسية من علامة تجارية شهيرة فإن المُصنِّع هو شركة لكسوتيكا. ومنافسها المباشر هو شركة سافيلو Safilo، وهذه أيضاً لم تسمعي بها من قبل، رغم أنها هي التي تصنع نظارات كاريرا وهي التي كلّفتها علامات معروفة -مثل ديور- أن تصنع لها النظارات الشمسية. مهما كانت العلامة التجارية الفاخرة التي اشتريتِ منها نظارتك فإن الصّانع واحد من شركتين. تحرص الشركتان ألا تشتهر هذه المعلومات لأن قيمة النظارات الشهيرة ستتلاشى لو عرف الناس أن شركة واحدة تصنع هذا كله، لذلك لن نجد ذِكراً كثيراً لهذه المعلومات. لا يوجد خيار حقيقي لكِ، فأنتِ في الغالب تشترين منتجات لكسوتيكا لو اشتريتِ نظارة شمسية، ولهذا فهم يتحكمون بالسعر أيضاً، فلو دفعتِ مثلاً 900 ريال في نظارة شمسية فلن تستطيعي أن تقارني مع أنواع أخرى لأن الشركة تحتكر السوق وتضع الأسعار الباهظة التي تريد، رغم أن تصنيع النظارات لا يكلف الكثير.
هل تريدين أن تشتري نظارة شمسية لكن احترتِ بين نظارات بربيري وفيرساتشي؟ تحاول بلغاري أن تجذبكِ من شانيل؟ هل تتنازع عليكِ نظارات دكني مع دولشي أند غابانا؟ لعلكِ فضّلتِ دونا كارين على ميو ميو؟ أو احترتِ بين نظارات رالف لورين وبرادا؟.. إذاً اعلمي أن نظارات كل هذه الشركات تصنعها شركة واحدة وهي لكسوتيكا! ومنافستها سافيلو تصنع نظارات كاريرا وكذلك أي نظارة تبيعها شركات فاخرة مثل ديور، بوس، فندي، غوتشي، جنفر لوبيز، بوتيغا فينيتا، جيمي تشو، ساكس فيفث، سان لوران، ماكس مارا، كيت سبيد، ليز كليبورن.. كلها نفس الشركة! سواءً دفعتِ 2000 ريال في نظارة ديور أو 1000 في رالف لورين أو 500 في كاريرا، فأنتِ تشترين نفس النظارة. لم يختلف إلا اسم الشركة. نظارة سعرها الحقيقي قد لا يتجاوز 50 ريالاً يبيعها التجار بسعر 1800 ريال.
إنه الاحتكار.. سلاح يرميكِ به التاجر كلما اشتريتِ منه، ويضحك ظافراً وهو متجه للمصرف ليسحب أموالـ...كِ.