بادىء ذي بدء نبارك لمعالي الدكتور عبدالعزيز الخضيري توليه منصب وزير الثقافة ونسأل الله أن يكون سنداً لنا في رقي الثقافة بصفة عامة والتشكيل بصفة خاصة. حقيقة يا معالي الوزير قد تفاءلنا حقاً في الأعوام الماضية حين أعلنت وزارة الثقافة عن معرض ومسابقة فن الميديا وبينالي الرياض واستبشرنا خيراً بهذا الإعلان لكون «الميديا» يمثل أحد فنون ما بعد الحداثة في الوقت الحاضر وبينالي الرياض يمثل مجازاً علامة فارقة بالمشهد التشكيلي في كل عام يتطلع له المثقف السعودي والتشكيلي خصوصاً بشغف لعالم الفنون البصرية وقلت: في ذاتي لقد نهض المارد النائم (وزارة الثقافة) - بعد سباته العميق وأحلامه التقليدية.
وما لبث هذا التفاؤل والاستبشار يسري في عروق أفكارنا إلا وقد أوقفت وأجهضت كل تلك المشاريع الجميلة لأسباب قيل إنها مادية وقيل أيضاً إنها بيروقراطية هذا الزمان للإصابة بالحول الذهني والتحول من بنية جسدية بشرية إلى علامة تعجب!! بحجم جسدي تختزل في مضمونها تسألات عدة كيف لوزارة أغنى دولة نفطية تعجز عن تأمين بضع ملايين من الريالات قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة؟.. وكيف للبيروقراطية أن تتمكن من وزارتنا إلى حد التقاعس ونحن بعام 2014 ليعود المارد إلى سباته العميق ونصحوا على واقع مر يمثل بمسابقات الفن ومعارض فنية كلها أشباه لكنها تتكرر كل عام دون تجديد وأهداف.
ماذا حققنا بمسابقات ومعارض الشخير هذه..! يا وزارة الثقافة وهو تعبير مجاز لما هو حاصل من تقليدية فقد تجاوز بعض الفنانيين تلك المسابقات ليبحثوا عن التجديد الذي يتواكب مع تطلعاتهم الفكرية والفنية فنجدهم يكرمون من دول أخرى وتحتفي بهم تلك الرواسي وما هي النتيجة والمحصلة التي جنيت بعد كل مسابقة أقيمت؟ هل كان الطموح أن يفوز فنان أو ثلة من الفنانين بجوائز مادية وتكونوا بذلك حققت الوكالة أهدافها المثلى فقط؟.
هنا مشكلة ماذا لو بعثرنا أوراقها وأعدنا ترتيبها من جديد وأنتجنا نشاطاً نوعياً لنحقق من خلاله أهدافاً سامية فكرية وفنية منها دعم الفنانين من تشكيليين ونحاتين وخطاطين ومصورين ليلتقوا بملتقى أو مهرجان يتبادلون فيه الخبرات مع من سبقهم تتخلله ندوات كل في مجاله.
إذن..! لا بد أن نعيد حساباتنا في كثير من الأشياء، ومن ضمنها دعم الفنون، فالمستقبل مرتبط بالتخطيط والبناء وتجديد كثير من النظم التقليدية أو إصلاحها بشكل يتوافق مع المرحلة.
لابد لوزارة الثقافة أن تعي هذه المرحلة وتستوعب شبابها بتغيير البيروقراطية والروتين، فإن لم يكن هناك تخطيط وبناء للمستقبل فلا قيمة للماضي ولا الحاضر، وسوف نبقى مكاننا مراوحين.