بالمصادفة ومن غير قصد ولا موعد مسبق قابلت إنساناً جم التواضع لطيف المعشر؛ كنت أحسب أني أتحدث مع أحد الضيوف المدعوين لتلك المناسبة، وما هي إلا دقائق حتى أيقنت أن الرجل ذو شأن في هذه البقعة لأن حديثه يوحي باطلاع ومعرفة بما حولنا، باختصار عرفت أنه الدكتور عبد الإله بن عباد الطويرقي المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، كان المكان أحد ردهات المستشفى، والزمان أحد أيام الإنجازات العلمية التي يثريها المستشفى بدأب واستمرار، والتمعن بشخصية الدكتور الطويرقي منبعه الفضول الصحفي وإدارته المثيرة للإعجاب بتواضعه في مكان التواضع وجديته في مكان العمل والإنجاز، وسأتلو لكم أمثلة ونماذجاً من الإنجازات التي جعلت من مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون منارة للعلم وينبوعاً ثَرّاً للأبحاث، علاوة على كونه الحضن الحنون الدافئ الذي يحتوي كل من يعاني من مشكلات في الإبصار والعيون سواء من داخل المملكة وخارجها، لكن قبل عرض الأمثلة أود التأكيد للقارئ الكريم أن ما قدمته من إطراء للمستشفى والقائمين عليه من قمة هرمه إلى أدنى عامل فيه هو حقيقة لا يشوبها تَزَلّف أو مبالغة، ولو تَجَرّأت على ذلك مع انعدام الحقائق على أرض الواقع فيمكن حينها أن يُدْرَج كلامي في إطار اللا معقول، غير أن الحقيقة ظاهرة للعيان يُدركها كل من يزور هذا الصرح الصحي العلمي الشامخ بإمكاناته التي لم يكن لها أن تؤدي المأمول منها لو لم تجد خلفها قيادة ناضجة وطاقات مهنية جادة، وليعلم الجمع ممن يقرأ هذه السطور أن المستشفى قد حاز جوائز ومراكز متقدمة في عدة مجالات ليصطف إلى جانب مراكز مماثلة على مستوى العالم وبشهادة جهات متخصصة معتمدة دولياً، ومن خير الأمثلة مختبر زراعة الخلايا الجذعية لقرنية العين بشقيه الإكلينيكي والبحثي الذي أنشأه مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، ويعد الأول من نوعه بالشرق الأوسط، وأحد المختبرات القليلة على مستوى العالم في هذا التخصص، وقبل فترة ليست بالبعيدة رعى الدكتور عبد الإله الطويرقي حفل تخريج الدفعة 19 من برنامج التخصصات الدقيقة في طب وجراحة العيون البالغ عددهم (21) طبيباً وطبيبة، والدفعة الأولى من قسم الأبحاث وعددهم طبيبين ليصبح العدد الكلي للخريجين (23) طبيبا وطبيبة بينهم أطباء من دول مجلس التعاون، ثم افتتح الدكتور الطويرقي ندوة الجلوكوما بعنوان (آخر المستجدات بمرض الماء الأزرقالجلوكوما)، إذ يقول بكلمته الافتتاحية: (نحن في هذا المستشفى ومن مكانته المتميزة بين مراكز العيون بالعالم ملتزمون بتوفير أفضل وأعلى مستوى من الرعاية الطبية التخصصية في علاج أمراض العيون مدعومة بإجراء البحوث العلمية مع التوسع في برامج التعليم والتدريب)، ولضيق المساحة سأختم بأن المستشفى أخذ يُطَبّق نظام الملف الصحي الإلكتروني بشكل كامل، ويُوضّح الدكتور الطويرقي أن تطبيق نظام جديد موحد للملف الصحي الإلكتروني سيساعد في الارتقاء بجودة الرعاية الطبية وكفاءتها وأن تطبيق نظام (تراكير) يهدف إلى توفير أفضل مستوى للرعاية الصحية وضمان سلامة المرضى كما سيكون له مردود إيجابي فيما يختص بالجوانب الإدارية للمستشفى، (هكذا هم الناجحون).