عندما يذكر اسم نادي الهلال تذكر إنجازاته سابقاً، وعندما يذكر حالياً تذكر إخفاقاته في المنافسة!! وأصبح الكل يعرف ذلك من أعضاء مجلس الإدارة أو المشجعين.
إنّ النادي نادي الجماهير وهو ملكهم وليس ملكاً لإدارة ولا رئيس النادي ولا خلافه، لأنه لولا هذه القاعدة الجماهيرية لما برز اسم نادي الهلال وأصبح له مكانته وجمهوره من جميع مناطق المملكة، ونحن نعرف وكل من عاصر تأسيس هذا النادي، أن تأسيسه وكيانه لم يتأتَ من فراغ ولم يأتِ بين يوم وليلة، جاء هذا الكيان وتأسس على يد رجل بذل الغالي والنفيس في قيام هذا الكيان (نادي الهلال) وهو شيخ الرياضيين المرحوم -إن شاء الله- الشيخ (عبدالرحمن بن سعيد)، قام هو ورفاق دربه يعملون نهاراً ويسهرون ليلاً في رسم الخطط وإنارة الطريق وهم يُعدون على أصابع اليد في ذلك الوقت، ومع ذلك أسسوا وكوّنوا هذا الكيان حتى أصبح يشار إليه بالبنان خلال الستين عاماً تقريباً، حيث توالت البطولات البطولة تلو البطولة والكؤوس تلو الكؤوس، رغم أنّ الإمكانات المادية في ذلك الوقت كما يقولون (قد الحال)، ولكن هم يعرفون واللاعبون يعرفون كذلك أنّ المادة ليست هي كل شيء كما هو الحال مع إدارة النادي واللاعبين، لأنّ رؤساء الأندية السابقين وعلى رأسهم مؤسس هذا الكيان الشيخ عبدالرحمن بن سعيد ومن جاء من بعده من أصحاب السمو الأمراء، كان همهم الوحيد هو النادي ورفع اسمه عالياً بالبطولات والفوز بالمسابقات، وقبل هذا وذاك كان همهم أيضاً إرضاء الجماهير وإفراحهم باللعب الذي يثلج الصدور ويحقق البطولات، حتى تكوّنت أكبر قاعدة جماهيرية على مستوى المملكة، وأصبح النادي (الأزرق والأبيض)، (يلقب بالزعيم)، وأصبح شعاره جذاباً يرتديه ويلبسه أكثر الشباب وخاصة صغار السن، ولكن هذه الشعبية وهؤلاء المشجعين بدأوا يعيدون حساباتهم مع ناديهم لأنّ النادي كما قلت ملك للجماهير، وسبب إعادة حساباتهم هو خذلانهم من رئاسة النادي ولاعبيه، حيث أصبحت الهزائم تلو الهزائم وتحيق بالنادي، وأصبح الاعتماد على عدد معين من اللاعبين، وكأنّ النادي لا يملك سوى هؤلاء (الأحد عشر لاعباً) أين البدلاء من اللاعبين الناشئين (أين مدرسة لاعبي الهلال) التي فرّخت أكثر من لاعب يشار إليه بالبنان في لعبه واحترافه وتمريراته وتكتيكاته؟ ونتيجة لعدم وجود البديل رأينا كيف أصاب لاعبي الهلال (الشرخ) عندما تم توقيف (ناصر الشمراني) وإصابة (ياسر القحطاني)، وهذه السياسة أصابت نادي الهلال بالهزال والانحطاط ولم يفدهم التعاقد مع بعض اللاعبين من الأندية الأخرى بملايين الريالات لمدة عام أو عامين وهكذا دواليك، ثم يبث النادي عن بديل آخر، أين البدلاء أين الناشئون، لماذا لا يترك النادي لهم الفرصة والتجربة واللعب مرة بعد أخرى حتى يكتشف النادي مهارة وجودة هؤلاء البدلاء؟. إنّ النادي في وضعه الحالي المادي الذي يشكو منه رغم التعاقدات الدعائية والإعلامية مثل (موبايلي، والقرشي، وفلوكس واجين وغيرها) بالملايين، أين ذهبت وكذلك وضعه الفني مع اللاعبين والمدير الفني ورئاسة النادي تحتاج إلى إعادة نظر وتصفية حسابات (لإنقاذ ما يمكن إنقاذه) حتى لا تتسع الدائرة ويصعب تصغيرها.
(شوق)
اشتقت لأحلى الليالي شوق ما يطري على بال
واشتقت يا عذبتي لعيونك السود الكحيلة
- شعر (عبدالله سعيد الحارثي) جريدة الجزيرة (عدد 15382)