اهتمت الدولة منذ توحيدها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، عليه سحائب الرحمة والمغفرة، حيث أسس الدولة السعودية الثالثة، وبعد توحيد هذا الكيان المعطى كان هم الملك عبدالعزيز أستتباب الأمن الأمن الديني والأمن الاجتماعي والأمن الجنائي بحيث يكون أفراد المجتمع آمنين على دينهم وأنفسهم وعرضهم ومالهم وهذا بفضل الله ثم جهوده رحمه الله آمين.
جعل المملكة العربية السعودية تعيش الأمن والأمان واستمر رحمه الله على متابعة هذه الأوضاع بالمتابعة الميدانية في جميع جغرافية المملكة التي تعتبر شبه قارة فنعم الجميع المواطنين والمقيمين بحياة معيشية راضية اجتماعياً واقتصادياً وصحياً وتعليمياً فأصبح اسم المملكة مرفوع الرأس شعاره (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ثم انتقلت هذه الأمانة بعد موته رحمه الله إلى ابنه جلالة الملك سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته الذي أكمل المسيرة بناءً على ما رسمه موحد هذا الكيان فرسخ هذه المفاهيم وهذه القيم في الحياة المعيشية فعم الرخاء ورغد العيش حيث كان جلالته يهتم على حياة الناس بمتابعة أحوالهم شخصياً بالزيارات الرسمية والاحتفالات للوقوف على احتياجاتهم في جميع مناحي الحياة وبموجب هذه الاحتياجات يوصي ويؤكد على المسؤولين على مختلف مستوياتهم الوظيفية بتتبع المشاريع والأنشطة التي تهم المواطنين في حياتهم بالوقوف عليها شخصياً فكانت الخدمات تصل إلى جميع المواطنين والمقيمين بكل يسر وسهولة دون تذمر وتأفف، وبعد ذلك اتسعت مظلة الخدمات مع كثرة السكان وانتشارهم في جميع مناطق المملكة فلابد من خطط تنمية وواكب ذلك حكم الملك فيصل رحمه الله فوضع أو خطة خمسية عام 1390هـ فكثرة المشاريع والأنشطة التنموية فرسم لذلك خطة تنموية لمدة خمس سنوات لتنمية النواحي العمرانية والاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية فزاد الرخاء ودبت التنمية في جميع مناحي الحياة وهذا نتيجة للمتابعة الميدانية والوقوف شخصياً من قبل المسؤولين على احتياجات المواطنين، ثم توالت هذه الخطط في عهد الملك خالد والملك فهد رحمهما الله، ثم أمتد الحكم إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية الذي يعتبر هو أبو التنمية في جميع المجالات فكم شهدنا من قفزات سريعة في مجالات التعليم من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية حتى أصبح لدينا أكثر من (35) جامعة خلاف الكليات الأخرى وأصبح لدينا أكثر من (150) ألف مبتعث ومبتعثة في أرقى الجامعات العربية والأوروبية والأمريكية وقد تم رصد المليارات لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم وأخرها دعم وزارة التربية والتعليم بـ (80) مليار ريال وامتدت هذه المشاريع إلى المشاريع الأمنية الذي يعتبرها حفظه الله الحصن الحصين بعد الله لحماية بلدنا المعطاء ولا ننسى المشاريع الصحية التي غطت جمع مناطق المملكة سواء كانت وقائية أو علاجية والقضائية (لتطوير القضاء) والاجتماعية... الخ فهو حفظه الله دائماً يوصي الوزراء وكبار المسؤولين أن الأمانة انتقلت منه لهم لرعاية أبناء الوطن ومتابعة احتياجاتهم والوقوف عليها مع تخصيص أوقات ثابتة لمقابلة المواطنين لمعرفة احتياجاتهم عن قرب وأنا أقول إن المتابعة الميدانية هي جزء مهم من حياة الوزراء الوظيفية (لأن من رأى ليس كمن سمع) لأن هناك خدمات مباشرة تمس حياة المواطنين لنأخذ بعض الأمثلة مثل الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية لا بد من متابعتها ميدانياً هي من صلب عمل المسؤول كذلك الخدمات التي تقدمها (وزارة الشئون الاجتماعية) عن طريق مراكزها وفروعها التي تقدم خدمات رعائية ومعيشية على مدار الساعة مثل (دور الأيتام بنين وبنات دور التوجيه ودور الملاحظة الاجتماعية دور رعاية المسنين ذكوراً وإناث المعاقين بمختلف إعاقاتهم فهؤلاء لابد من الوقوف ميدانياً على ما يقدم لهم من خدمات وأنا هنا أكتب من واقع ميداني عشته مع أكثر من فئة من هؤلاء (أحداث - أيتام - عجزة) لمدة (40) عاماً ظهرت من هذه التجربة أنه لا بد من المتابعة الميدانية للوقوف على ما يقدم من خدمات لهذه الفئات لمنع ما قد يحصل من تجاوزات في هذه الخدمات والتأكد أن الخدمات المقدمة لهذه الفئات تقدم بالصورة الصحية دون منة من أحد لذا أقول لمعالي الوزراء الجدد أن المتابعة الميدانية لأعمالكم قد تكون أهم من الأعمال المكتبية لأن التعامل مع الأوراق أسهل بكثير من التعامل مع الأنفس البشرية. (وأخيراً أقول وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه). والله من وراء القصد.