فاصلة:
((كثير من الأخطاء يولد من حقيقة نسيء استعمالها))
-حكمة عالمية-
لم تكن التوصية التي أوصت بها عضوات مجلس الشورى ووافق عليها المجلس بالغالبية بتحديث شروط القرض من صندوق التنمية العقاري ومساواة المواطنة بالمواطن في جميع شروط الحصول على القرض هو الإنجاز الوحيد وفق ما صرح به رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله آل الشيخ للزميلة حياة الغامدي في مقابلته التي نشرتها جريدة الحياة في عددها الصادر في 15 ديسمبر 2014 عن نشاط مجلس الشورى، فمن وجهة نظري أن إنجاز سيدات مجلس الشورى لا يتجسد في قبول توصياتهن فقط بل فيما قدنه من حراك في المجلس، وعمق في طرح القضايا التي غيبتها بعض الأعراف القديمة مما استثار فضول وسائل الإعلام للحديث عنهن بشكل بارز.
ولذلك نشرت الأخبار مؤخراً مشاركة العضوتين لطيفة الشعلان وخولة الكريع في لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية، حيث لم يسبق لهذه اللجنة المهمة أن شاركت فيها العضوات.
هذا الاختيار لم يأت من فراغ بل من إيمان من قبل أعضاء وعضوات المجلس بقدرات العضوتين على المشاركة الفاعلة.
الواقع أنه منذ أن أعلن خادم الحرمين الشريفين في يناير 2013م إعادة تشكيل مجلس الشورى وتعيين ثلاثين سيدة تشكلن خُمس أعضائه، والمجتمع ينظر إلى ماهية ما ستقدمه المرأة في عضوية الشورى والآراء تتضارب مابين مشجع لوجودها ويائس من تأثيرها إلى مهاجم لها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
لكن الواقع أثبت أن سيدات مجلس الشورى استطعن تحريك القضايا الراكدة وتحقيق الكثير من الإنجازات عبر عملهن إلى جانب أعضاء المجلس في مراجعة تقارير الأداء الحكومي والأنظمة السارية واقتراح تعديلها أوتغييرها بأنظمة جديدة.
بعض النساء في مجلس الشورى ضربن مثالاً في قدرة المرأة على التعبير عن المصلحة العامة بسلوك حضاري حين انسحبت العضوتان لطيفة الشعلان ولبنى الأنصاري احتجاجًا على رفض رئيس الجلسة محمد الجفري النظر في عريضة رفعها 30 عضوًا، رفضوا فيها التصويت على توصية تدعو لحذف نصّ «الاهتمام بالاتفاقيات والمؤتمرات الدولية التي تعنى بشؤون المرأة»، الوارد في خطة التنمية العاشرة، قبل إخضاعها للنقاش.
كما أن ثلاثا من عضوات مجلس الشورى هن «لطيفة الشعلان، هيا المنيع، منى آل مشيط « قدمن توصية للسماح للمرأة بقيادة السيارة وقدمن المسوغات الشرعية والقانونية.
وهناك مقترحات عدة قدمتها العضوات مثل (نظام البحث العلمي الصحي الوطني، تعديل نظام رعاية المعوقين، الرعاية الصحية للمسنين، إقرار إدخال الرياضة في مدارس البنات، مناقشة وضع رئاسة الحرمين الشريفين وبعض نواحي القصور؛ وتوظيف الحلول التقنية فيما يتعلق بترجمة الخطب والصلوات).
ما يهمني كمواطنة أن يبذل سيدات مجلس الشورى الجهد ليكن صوت المواطن رجلاً كان أم امرأة ولا يمكن تقييم دورهن بالنجاح في تنفيذ التوصيات لأسباب عدة. ولعلنا يوما نعي أهمية توثيق دور النساء ويكون لتلك النساء الفاعلات في المجلس النصيب الأقوى من تاريخ هذا المجتمع.