بادئ ذي بدئ يشرفني ويطيب لي أقدم من خلال هذه الصفحة في هذه الصحيفة العزيزة تهنئتي الصادقة والخالصة لجميع من شرفوا بالثقة الملكية الغالية بالتعيين على رأس هرم عدد من وزاراتنا ومؤسساتنا الرسمية وأسأل الله العظيم لهم جميعا العون والتسديد والتوفيق والإخلاص وبراءة الذمة وأود من هنا ومن منطلق التوجيه النبوي الكريم الدين النصيحة محبة لهم جميعا واعتزازا وافتخارا بما أكرمهم الله به من جد ومثابرة وحرص وصدق ووفاء نالوا على أثرها وساما ملكيا خالدا ومنزلة هامة ومنصبا كبيرا.
أصحاب المعالي: ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها عمره فيما أفناه وشبابه فيما أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه» فليستشعر كل منكم سددكم الله ذالكم الموقف وتلكم اللحظات وليتأمل كل منكم حال الدنيا وسرعة زوالها وتقلبها على أهلها فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.
أصحاب المعالي: الوطن وطنكم والقيادة الكريمة قيادتكم وولاة أمركم وأنتم جميعا ممن نال خير الوطن وكرم القيادة مذ ولدته أمه بل مذ كان حملا ببطنها ومن سمات الأصالة والوفاء رد الجميل بجميل مثله فالوطن مدين لكم وكذلك القيادة وأنتم اليوم ممكنون لسداد الدين والوفاء للوطن وأهله وقيادته.
أصحاب المعالي: وقوفكم بين يدي مقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأمد بعمره على طاعته وألبسه لباس الصحة والعافية لأداء القسم أن يكون أحدكم مخلصا لدينه ومليكه ووطنه وقوف عظيم وموقف رهيب أعظم منه وأشد رهبة وقوفكم بين يدي جبار السموات والأرض وسؤالكم عن وفائكم بهذا القسم وصدقكم مع الله تعالى ثم مع من نلتم ثقته وحملكم هذه الأمانة العظيمة.
نعم إنها أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة فليستشعر كل منكم قول الله جل في علاه إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا فهذه الأمانة التي حملتم إياها وذالكم القسم لن يكونا في مهب الرياح وأثرا بعد العين لو أخل أحدكم لا قدر الله بهذا القسم وغلبته نفسه وحظوظها الدنيوية بل سوف تفتح السجلات بين يدي فاطر الأرض والسماوات عالم السر وأخفى وسوف يرفع علم يكتب فيه وعلى مشهد من الخلق أجمعين هذه غدرة فلان بن فلان في الدنيا.
إنها فضيحة ليست بعدها فضيحة وموقف جبار فاتقوا الله تعالى في أمانتكم واتقوا الله تعالى في قسمكم فأنتم تقسمون بالله العظيم هل تعلمون من هو الله العظيم ؟!! فلا يكن الله جل وعلا أهون الناظرين إليكم.
كافحوا الفساد في مؤسساتكم أيا كان نوع الفساد فسادا ماليا أو إداريا أو فكريا وضعوا أيديكم بأيدي قيادتكم الوفية الكريمة حماية وحفظا ووفاء لهذا الوطن المعطاء فلا يخفى على معاليكم ما تمر به البلاد والوطن العربي قاطبة من فتن وويلات ومحن وتحديات على جميع الأصعدة ومن جميع الجهات والجوانب ونجاحكم في مهامكم وإخلاصكم في أدائكم يعود نفعه عليكم براءة للذمة وثوابا عظيما وجزاء وافرا عند الله تعالى ونيلا لرضاه ثم رضى قيادتكم ونيلا لدعاء المواطنين جميعا ويعود نفعه على وطنكم وقيادتكم حفظا للمقدرات وإنماء للاقتصاد ومكافحة للشر والفساد وأهله وأمنا واستقرارا لوطنكم وأهليكم وقيادتكم ومقدساتكم وخيراتكم فالله الله من المخادعة والله الله من الكذب والغش والاحتيال والله الله من حظوظ النفس والتعنصر.
أسأل الله العظيم لمعاليكم العون في عملكم والإخلاص في أقوالكم وأفعالكم والسداد في آرائكم ومقترحاتكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،