نعيش هذه الأيام دعاوى إقامة الخلافة الراشدة، ونعيش نداءات للبيعة لخليفتهم الراشد -كما زعموا. وأود هنا أن أجلي الحقيقة في الخلافة الراشدة في ضوء النصوص، فقد ثبت عن النبي صلى لله عليه وسلم ما رواه الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه الله، قال: كنا جلوساً في المسجد فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فجلس أبو ثعلبة.
فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت.
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن المهدي المنتظر واسمه على اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه على اسم أبيه هو من يقيم هذه الخلافة الراشدة بعد أن تفسد الأرض وتمتلأ ظلماً وجوراً فيبعث الله هذا الرجل ويجده الناس بين الحجر والمقام فيبايعوه خليفة راشداً يقيم الجهاد الشرعي على منهاج النبوة ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
فدل ذلك على أنه لا يوجد خلافة راشدة بين الخلافة الراشدة التي في عهده عليه السلام وبين الخلافة الراشدة ببيعة المهدي المنتظر، وكل خلافة تزعم وتظهر باسم الخلافة الراشدة وإقامة دولة إسلامية لا تعدو كونها وهماً وخيالاً وكذباً وإدعاء مجموعة متطرفين وجناح عسكري لتنظيم بائد وطوائف تكفيرية وجماعات إرهابية متطرفة جعلت من الخلافة الراشدة الحقيقية شماعة لتستظل تحتها وتقتل المؤمنة المعصومة باسمها، وتخرج على أئمة وحكام شرعيين انعقدت لهم البيعة الشرعية باسمها كذلك. ولعل من المناسب أو نتأمل كلام كبار علماء الإسلام المعاصرين والمشهود لهم بالصلاح والتقى والورع والخوف من الله والمعروفين براسخة علمهم وسلامة معتقداتهم في الثناء على الدولة السعودية دولة الكتاب والسنة حامية التوحيد وراعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلاَّمَةِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ آل الشَّيْخ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
- الحكومة - بحمد الله - دستورها الذي تحكم به هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد فتحت المحاكم الشرعية من أجل ذلك تحقيقاً لقول الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}، وما عدا ذلك فهو من حكم الجاهلية الذي قال تعالى فيه {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
- محاكم هذه المملكة لا تتقيد بأي قانون وضعي، وإنما تسير في أحكامها وفق ما تأمر به الشريعة الإسلامية.
- حكومتنا - بحمد الله - شرعية دستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
- الحكومة السعودية - أيدها الله بتوفيقه ورعايته - لا تحتكم إلى قانون وضعي مطلقاً، وإنما محاكمها قائمة على تحكيم شريعة الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو انعقد على القول به إجماع الأمة، إذ التحاكم إلى غير ما أنزل الله طريق إلى الكفر والظلم والفسوق.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلاَّمَةِ تَقِي الدِّيْنِ الهِلاَلِي -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
- الشعب السعودي والمملكة السعودية بقيادة ملكها الإمام المصلح جلالة الملك فيصل والأئمة السابقين من أسلافه -رحمهم الله- لم يزالوا يحكمون شريعة الله، ويتخذون القرآن إماماً والسنة سراجاً، يضيئان لهم ظلمات الحياة الدنيا بانتشار الأمن على الأنفس والأموال والأعراض في بلادهم إلى حد لا يوجد له نظير في الدنيا... ونحن نشاهد شريعة القرآن تنفذ على رؤوس الأشهاد، في هذه المملكة الفذة، فيقتل القاتل المتعمد، ويرجم من الزناة من يستحق الرجم، ويجلد من يستحق الجلد مع التغريب، وتقطع يد السارق، ويقام الحد على الشارب، ولا يحكم حاكم في جميع أرجائه إلاّ بشريعة القرآن، فكيف يستطيع مسلم أو منصف أن يسوي بينهما وبين من يحل ما حرم الله، ويحكم بغير ما أنزل الله.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيْز ابنِ بَازٍ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:
- آل سعود - جزاهم الله خيراً - نصروا هذه الدعوة، هؤلاء لهم اليد الطولى في نصر هذا الحق - جزاهم الله خيراً - ساعدوا، نصروا، فالواجب محبتهم في الله، والدعاء لهم بالتوفيق، ومحبتهم في الله.
- العداء لهذه الدولة عداء للحق، عداء للتوحيد، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن من حولنا: مصر، الشام، العراق، من يدعو إلى التوحيد الآن ويحكم شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله مَنْ؟ أين هم؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة؟ غير هذه الدولة، أسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير ونسأل الله أن يوفقها؛ لإزالة كل شر وكل نقص علينا أن ندعو الله لها بالتوحيد والإعانة والتسديد والنصح لها في كل حال.
- بعض المؤرخين لهذه الدعوة يقول: إنَّ التاريخ الإسلامي بعد عهد الرسالة والراشدين لم يشهد التزاماً تاماً بأحكام الإسلام كما شهدته الجزيرة العربية في ظل الدولة السعودية التي أيدت هذه الدعوة ودافعت عنها... والمملكة العربية السعودية حكاماً وعلماء يهمهم أمر المسلمين في العالم كله ويحرصون على نشر الإسلام في ربوع الدنيا لتنعم بما تنعم به هذه البلاد.
- هذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق ونصر بها الدين وجمع بها الكلمة وقضى بها على أسباب الفساد وأمن الله بها البلاد وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله وليست معصومة وليست كاملة كل فيه نقص، فالواجب التعاون معها على إكمال النقص وعلى إزالة النقص وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة والزيارة الصالحة.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلاَّمَة مُحَمَّد نَاصِرِ الدِّيْنِ الأَلْبَانِي -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى
- أسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم النعمة على أرض الجزيرة، وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ دولة التوحيد.
- السعوديون - وخصوصاً أهل العلم منهم - لا يزالون - والحمد لله - محتفظون بعقيدتهم في التوحيد، محاربين للشركيات والوثنيات التي منها الاستغاثة بغير الله تعالى من الأموات.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه رفعوا راية التوحيد خفاقة في بلاد نجد وغيرها، جزاهم الله عن الإسلام خيراً.
- عَلَمهُم هو العلم الوحيد في الدنيا الذي يكتب عليه إشارة التوحيد... هذا العلم الذي يُلَوِح بالإيمان الصحيح والتوحيد الصحيح المقرون بالإيمان بأن محمداً رسول الله ألاَّ ترونهم في المساجد هناك يعبدون الله ويؤذن المؤذن.
منهجنا قائم على إتباع الكتاب والسنة، وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح، وأعتقد أن البلاد السعودية إلى الآن لا يزال الكثير من أهل العلم فيهم على هذا المنهج.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلاَّمَةِ مُحَمَّد بن صَالِح العُثَيْمِيْن -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
- أشهد الله تعالى على ما أقول وأُشهدكم أيضاً أَنني لا أَعلم أَن في الأرض اليومَ من يطبق شريعة الله ما يطبقه هذا الوطن - أعني: المملكة العربية السعودية.
- هذه البلاد - ولله الحمد - بلاد تحكم بالشريعة الإسلامية والقضاة لا يحكمون إلا بالشريعة الإسلامية والصيام قائم والحج قائم والدروس في المساجد قائمة...
ثم إذا نظرنا إلى بلادنا وإذا هو ليس هناك بناء على القبور ولا طواف في القبور ولا بدع صوفية أو غيرها ظاهرة قد يكون عند الناس بدعة صوفية أو ما أشبهه: ذلك خفية، هذه كل مجتمع لابد أن يكون فيه شيء من الفساد إذا نظرنا إلى هذا وقارنا - والحمد لله - بين هذه المملكة والبلاد الأخرى القريبة منا وجدنا الفرق العظيم: يوجد في بعض البلاد القريبة منا جرار الخمر علناً في الأسواق تباع والمطاعم تفتح في نهار رمضان يأكل الإنسان ويشرب على ما يريد الإنسان، يجب أن ينظر إلى واقع حكومته وواقع بلاده ولا يذهب ينشر المساوئ التي قد يكون الحاكم فيها معذوراً لسبب أو لغيره ثم يعمى عن المصالح والمنافع عماية تامة ولا كأن الحكومة عندها شيء من الخير إطلاقاً؟! هذا ليس من العدل، يقول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}.
- لا نستطيع أن نعين أو نحدد دولة من الدول ونقول: اخرج إليها وانظر لكن هو لو أصغى بنصف أذنه ليسمع ما يكون في الدول الإسلامية لاعترف اعترافاً لا ينكر فيه أن بلادنا - ولله الحمد - خير بلاد المسلمين على ما فينا من نقص في رعيتنا ورعاتنا.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلاَّمَةِ حَمَّاد بن مُحَمَّد الأَنْصَارِي -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:
- نحن فتشنا العالم اليوم فلم نجد دولة تطبق الإسلام ومتمسكة به وتدعو إليه إلا هذه البلاد - يعني: السعودية.
- نعتقد أن هذه الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدة السلف الصالح بعد مدة من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلة من الناس.
- إن المملكة العربية السعودية دولة سلفية.
- هذه المملكة العربية السعودية هي التي بقيت لخدمة الإسلام والدعوة السلفية.
- إن الدولة السعودية لها الحظ الأوفر في هذا الزمان بنشر العلم وعليكم بالدعاء لها بالنصر على جميع الأعداء.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلاَّمَةِ أَحْمَد بن يحيى النَّجْمِي -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:
إن دولتنا دولة مسلمة تحكم شرع الله في محاكمها وتقيم دين الله في واقعها وتعلم التوحيد من أول يومها وقضت على مظاهر الشرك في جميع سلطانها تقيم الصلاة وتخصص المكافآت للأئمة والمؤذنين وتعمل كل خير ومعروف في الداخل والخارج وللأقليات المسلمة في كل مكان.
وكذلك ما تقوم به الدولة من إصلاحات في المشاعر المقدسة وسهر على مصلحة الحجيج والمحافظة عليهم وإرشادهم والمحافظة على سلامتهم إلى غير ذلك من الإصلاحات التي لا يحصيها ديوان.
إنَّ الدولة - والحمد لله - دولة عادلة وبلادنا من أقصاها إلى أقصاها - أي بلاد الحرمين - تحت الحكم السعودي: تدين بالمنهج السلفي حاكمين ومحكومين قادة ورعية ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً.
إنَّ الدولة السعودية تجل علماءها، وتبجلهم وتحترمهم، بما لم يكن في دولة من الدول، ولا في بلد من البلدان قط، حتى إن رئيس الدولة ليزور كبارهم في بيوتهم.
ومع ذلك فالدولة تحكم شرع الله في محاكمها وتحكم هيئة كبار العلماء في بعض الأمور المستعصية وتأخذ بما وجههم كبار العلماء إليه من شرع الله عز وجل.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيْز آل الشَّيْخ - حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى
- إنَّ الله من فضله وكرمه منَّ على هذه البلاد بنعم عظيمة، أجلها وأكبرها وأعظمها نعمة الإسلام، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله..
وهذه البلاد - ولله الحمد - من تلك الدعوة الصالحة - وهي لا تزال تقيم حدود الله ولا يزال قادتها يحكمون شرع الله ولا يزال علماء الإسلام لهم فيها الكلمة النافذة مع قادتهم تعاوناً على البر والتقوى وتعاوناً على الخير وحرصاً على جمع كلمة الأمة وشملها وحرصاً على المسار الصحيح على منهج كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم...
إن أعداء الإسلام يغيظهم ما يشاهدون في هذه البلاد من نعمة واستقرار وتعاون وتساعد واتفاق كلمة واجتماع شمل إن ذلك شجن في نحور أعداء الإسلام يحاولون من كل قريب يحاولون بكل أسلوب عسى أن يجدوا منفذاً ينفذون به إلى صفوفنا ولكن يأبى الله عليهم ذلك بفضله وكرمه ولكن واجب علينا أن نتمسك بشرع الله وأن نعمل بدين الله وأن نستقيم على طاعة الله لتدوم لنا هذه النعمة بفضل الله وكرمه.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلاَّمَةِ صَالِحِ اللحِيْدَان -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى:
- هذه البلاد قلب الإسلام وحرزه تنعم بأمور كثيرة من الأمن لا يوجد لها نظير في العالم، وهي بدون شك أفضل حكومة على الإطلاق في هذه الدنيا، ولا يعني هذا ولا يقول أحد إنها كاملة بل لها أخطاء ولنا أخطاء، ولكنها - أي الحكومة السعودية- خير حكومة على وجه الأرض، ولهذا يجب على كل مسلم في داخل البلاد وخارجها أن يدعو الله لها بالثبات والقوة في الحق ونصرة المظلوم، والسبب أنَّها باقية على عقيدة التوحيد الصافية، وأنها تقيم حدود الله إذا توفر موجب إقامتها.
وحكام هذه البلاد لا يشك منصف في الدنيا من المسلمين وغير المسلمين لا يشك أن ولاة هذه البلاد خير ولاة في بلاد العالم.
لا يشك أحدٌ في ذلك إلا من كان ذا هوى لا إنصاف عنده أو كان جاهلاً لا يدري عن أحوال الناس، وهذا من فضل الله جل وعلا على هذه البلاد.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلاَّمَةِ مُحَمَّد السِبَيِّل -رحمه اللهُ تَعَالَى:
ولاة الأمور عندنا قائمون - جزاهم الله خيراً - بما يجب عليهم، والعلماء أيضاً قائمون بما يجب عليهم نحو ولاة الأمور؛ من الدعاء لهم ومناصحتهم، ممتثلون أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وممتثلون أمر الله حيث يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}. ولاة أمورنا - والحمد لله - يتقبلون من العلماء ويسترشدون بهم، والأمور العامة للأمة يسألون عنها العلماء.
ثم - أيضاً - مُحَكِّمُون شرع الله. كل بلد تجد فيه قاضياً، قاضيين، ثلاثة قضاة وبعض البلدان إلى عشرين قاضياً كلهم يحكمون بشرع الله. وولاة الأمر ما لهم عليهم سلطة، بل يقضون ويحكمون بما يرون أنه الحق، وربما يخطئون في اجتهادهم بشرع الله - سبحانه وتعالى - وهم كغيرهم غير معصومين، والعصمة لأنبياء الله ورسله.
هم - والحمد لله - أحرص الناس على الصلاة وأكثر من يعمر المساجد - جزاهم الله خيراً - مثل ما ترون ما قام به خادم الحرمين - جزاه الله خيراً - من عمارة الحرمين الشريفين،كل من جاء تعجب منهما، وكذلك في أكثر البلدان قام ببناء مساجد فيها {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} عمارة المساجد فيها فضل عظيم ودليل الإيمان.
في أي بلد من البلدان نسمع مثل ولاة أمورنا!! نحن في نعمة لكن كثيراً من الناس لا يشكرون النعمة، النعمة يتضايقون منها يملونها، المسلم ينبغي أن يشكر هذه النعمة ويدعو لولاة الأمور ولا يحقق الإنسان إيمانه - كما في الحديث - إلا بالدعاء لولاة الأمور: أن الله يهديهم وأن الله يوفقهم ويرزقهم البطانة الصالحة ويجزيهم عنا كل خير، هم يسهرون في مصالح الأمة ويدافعون عن الأمة.
ونحن ندعو أن الله يمكن ولاة أمورنا من هذه السلطة وأن الله يعينهم ويسددهم يدفعون عنا شروراً، شرور ما ندري عنها نحن.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلاَّمَةِ صَالِح الفُوزَان -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى
- نحن - ولله الحمد - في هذه البلاد جماعة واحدة وعلى عقيدة واحدة ودين واحد وقبلة واحدة وأمتنا واحدة نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونحكم بشريعة الله، فالمحاكم الشرعية مفتوحة للحكم بين الناس في كل المنازعات لا في الأحوال الشخصية فقط كما في البلاد الأخرى. ونحن - ولله الحمد - ندرس العلوم الشرعية في مدارسنا وفي مساجدنا فنحن جماعة واحدة من الراعي إلى الرعية.
- بلادنا - والحمد لله - تختلف عن البلدان الأخرى بما حباها الله من الخير من الدعوة إلى التوحيد وزوال الشرك ومن قيام حكومة إسلامية تحكم الشريعة من عهد الإمام المجدد: محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - إلى وقتنا هذا - والحمد لله.
لا نقول: إنها كاملة من كل وجه لكن هي - والحمد لله - لا تزال قائمة على الخير فيها أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإقامة للحدود وحكم بما أنزل الله.
المحاكم الشرعية قائمة والمواريث والفرائض على ما شرع الله لا يتدخل فيها أحد بخلاف البلاد الأخرى.
- إننا - والحمد لله - نرى من حكومة هذه البلاد قياماً بالواجب نحو الإسلام وتحكيماً لشريعته، ولو وجد بعض النقص في ذلك ونرجو الله أن يصلحه.
- نحن - ولله الحمد - على ثقة من ولاة أمرنا وعلى ثقة من المنهج الذي نسير عليه، وليس معنى هذا أننا قد كملنا وأن ليس عندنا نقص ولا تقصير، بل عندنا نقص ولكن نحن في سبيل إصلاحه وعلاجه - إن شاء الله - بالطرق الشرعية.
وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجد من يسرق ووجد من يزني ووجد من يشرب الخمر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم عليهم الحدود.
نحن - ولله الحمد - تقام عندنا الحدود على من تبين وثبت عليه ما يوجب الحد ونقيم القصاص في القتلى، هذا - ولله الحمد - خير ولو كان هناك نقص، النقص لا بد منه؛ لأنه من طبيعة البشر.
ونرجو الله تعالى أن يصلح أحوالنا ويعيننا على أنفسنا وأن يسدد خطانا وأن يكمل نقصنا بعفوه.
الدولة السعودية منذ نشأت وهي تناصر الدين وأهله وما قامت إلا على هذا الأساس وما تبذله الآن من مناصرة المسلمين في كل مكان بالمساعدات المالية وبناء المراكز الإسلامية والمساجد وإرسال الدعاة وطبع الكتب وعلى رأسها القرآن الكريم وفتح المعاهد العلمية والكليات الشرعية وتحكيمها للشريعة الإسلامية وجعل جهة مستقلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل بلد، كل ذلك دليل واضح على مناصرتها للإسلام وأهله وشجى في حلوق أهل النفاق وأهل الشر والشقاق، والله ناصر دينه ولو كره المشركون والمغرضون. ولا نقول: إن هذه الدولة كاملة من كل وجه وليس لها أخطاء، فالأخطاء حاصلة من كل أحد، ونسأل الله أن يعينها على إصلاح الأخطاء. ولو نظر هذا القائل في نفسه لوجد عنده من الأخطاء ما يقصر لسانه عن الكلام في غيره ويخجله من النظر إلى الناس.
فهذه أعزائي القراء الكرام حقيقة الدولة السعودية مذ تأسيسها على يد الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب -رحمهما الله- وحتى توحيدها واجتماع كلمتها على يد الإمام العادل والملك الشجاع عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل -رحمه الله تعالى- هذه الدولة تستحق مسمى الدولة الراشدة وفق ثناء العلماء الأفاضل عليها، فأي خلافة راشدة مزعومة يمكن أن يقبلها العقل.إنها طوئف تنتمي لمعتقد فئة الخوارج، ومن تأمل منهجهم وأفعالهم وجد تطابقاً كبيراً بينهم وبين من وصفهم النبي عليه السلام بالخوارج، ومن ذلك أننا نحقر صلاتنا عند صلاتهم وصيامنا عند صيامهم، يعني رجال طاعة وتدين ظاهراً ولكنهم باطناً يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، وهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وتأملوا واقع مدعي الخلافة الراشدة متخصصون بقتل أهل السنة والجماعة فقط أهل الإسلام الصحيح ويدعون أهل الأوثان، فهل وجدتم لهم عمليات ضد أهل دولة وثنية أو مجتمع وثني؟
وأي خلافة حقيقة في العدوان على هذا البلد الآمن ومحاولة زعزعة أمنه بإحداث التفجيرات الآثمة والاعتداء على حدوده وجنوده سفكاً للدماء واعتداء على الحرمات وتدميراً للمنشآت وتيميتاً وترميلاً للأسر والأطفال، وقد علمنا مكانته وفضل ولاته بشهادة كبار علمائنا.
فالعاقل الفطن يفرق بين الحق والباطل، بين الخلافة الراشدة الحقيقة وفق النصوص ووفق ثناء العلماء الثقات وبين الخلافة الوهمية الزائفة التي قامت وأسست على أشلاء المسلمين وعلى الإفتيات على الحكومات وعلى الإفساد في الأرض.
والله من القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل،،،