من بين هذا الزخم في الأخبار, ومنوعات الأحداث, واختلاف المشارب، والآراء، والاتفاق، والاختلاف, والتجاوز، والتفاعل,..
أتمعن كثيرا في طروحات بعض الأقلام، وأجدها ملبية لحاجتي في الغوص الشفيف في المتغير الحديث الذي ينزل بواقع المجتمعات، ومجتمعنا تحديدا في أولها, فهو يواكب الخروج من شرنقة الرأي الواحد، والنمط الواحد, والثقافة الأحادية إلى التنوع، والتعدد بما يضفي على الحياة نوعا من الرحابة لتقبل الجميع في مجتمع واحد..فيه لم يعد للرأي الواحد أن يطمس رأيا آخر, ولا يرتكن في توجهٍ ما نحو مفردٍ، بل تفرض المتغيرات فيه نوعا من التعددية الحميدة التي ما إن يتقبلها الجميع فإن الفرص سترتفع إتاحاتها نحوا إيجابيا ليعمل الجميع في منظومة من التبادل، والتعايش السليم,..
وهذا الحراك يفترض أنه لا يتناقض مع مقومات أصيلة تميز هذا المجتمع مثل أي مجتمع بشري آخر له مقوماته, لكن هنا تتركز في أي متغير مسؤولية الحرص على المقومات الدينية وهي لا خلاف فيها, ولا ثنائية رأي عنها، بل محكمها القرآن, وضابطها السُّنة فيما نصا عليه, وجاءا به..، واتفق عليه الأئمة..، أما ما اختلف فيه، أو سكت عنه النص فهو غالبا يكون مرنا مع حاجات الزمن..، ومقتضياته، وتقيد المرونة بما لا يخلُّ، أو يُضلُّ..!
ويبقى كل متغير مقبولا إلا أن يُنازع الدين بآخر، أو يتعارض أهله في ثوابته..
وهي هذه رسالة ذوي العقول, ورواد الفكر, وأصحاب الأقلام..والمربين..
حين يكون الدين سلمة بناء، ودعامة عمار, وسبيل حياة، وبيئة تكافل, ومضمار سماحة, وليس صومعة عزلة، ولا برجا من عاج, أو خيش.. يكون حراك المجتمع نافعا, وحيويا, ومتفاعلا..!!
ونحسب أن كل رأي يختلف, أو يتفق مع غيره في هذا المجتمع بغية توظيف الحراك نحو متغيرات إيجابية لحياة مرنة, لن يختلف في هذا الجزء من مقومات المجتمع على الإطلاق.