قبل عصر (نجم) الشركة المُختصة بحوادث السير، كان هناك فضوليون يعملون كمُستشارين (غير مُتفرغين) لدى أطراف الحادث، تجد أحدهم في (عز الظهيرة) يلبس (قميص النوم)، وقد لف رأسه (بفوطة)، وهو يقف بجوار أحد الأطراف - الذي لا تربطه به أي علاقة - ويقول له بالسر (لا تتنازل، الخطأ راكبه 100%)!.
(أبو قميص) خرج من دوامه، فوجد في ناصية شارع بيتهم (حادث)، دخل المنزل على عجل، غيّر ملابسه، وتناول (الكبسة)، وأردفها (بلتر لبن)، ثم خرج للحادث (سلامات .. سلامات)؟!.
هناك (فضولي آخر) رد عليه: لا أبشرك (في الحديد)، وإن شاء الله الجماعة بيتصالحون، بس نبي (ورقة وقلم) وكل واحد (يصلح سيارته)!.
يبدأ صاحبنا (بمعاينة الموقع)، ويُمتر مسافة (آثار الفرامل) على الأسفلت (واحد، والله واحد)، (اثنين، ما له ثاني ..الخ)، ثم يقول (معصي)، ما يتصالحون! الغلط على (رفيقك) و(الاصطب المكسور) غالي، عطونا قيمته (500 ريال) ونسامحكم!.
يرد عليه (الفضولي الأول) ما عندك سالفة؟! في التشليح بـ (150 ريال)، لكن من يعوضنا في (شبك السيارة) اللي انكسر؟!.
يدخل الاثنان في (جدال)، يحتدم النقاش، فيقوم أطراف الحادث (الحقيقيون) بمحاولة الصلح بين (الفضوليين)، وتقريب وجهات النظر: اذكروا الله يا جماعة، كل شيء بالتفاهم، ويبدأ صاحب السيارة الأولى في تهدئة الفضولي الذي تبنّى موقفه، ويقول له (بنعطيهم قيمة الاصطب) ونخلص، فيرد عليه (لا.. لا مهبول أنت؟ لا يلعبون عليك، ولا قرش)!.
فيما الفضولي الثاني (يتجشأ) في وجه (صاحب السيارة الثانية) من تأثير (الكبسة واللبن)، وهو يقول (لا تنازل.. لا صلح)!.
ممارسات هؤلاء (الفضوليين) لم تنته، بل تحولت إلى (صيغ جديدة)، فلازال في مجتمعنا من يتحدث باسم (فئات) لم تفوّضه أصلاً؟!.
فتش حولك، وستجد أنّ معظم من (تلعلع أصواتهم) في الإعلام وغيره (فضوليون)، وهم (غير معنيين) بما يتحدثون عنه!.
وعلى دروب الخير نلتقي.