لا أحد يعلم على وجه الدقة عما إن كانت « داعش « صناعة غربية، أو إيرانية، أو تركية، أو تايوانية، أو أنها لم تُصنع، بل هي موجودة، وكامنة، كجزء من تنظيم القاعدة، أو كذراع عسكري للإسلام السياسي، ولكن المؤكد أنها شوّهت صورة العرب، وأساءت للإسلام، كما لم يسئ له أي من أعدائه، وشانئيه، فهي عبارة عن فيلم وثائقي حي، لما يمكن أن يكون عليه الرعب، والخوف، والهمجية، والتخلف بأجلى صورها، وقد تابعت، قبل أيام، فيديو لمواطن سوري وقع تحت أيدي هذه العصابة، وأحضروه لساحة القصاص لقتله، بحجة سب الذات الإلهية، ثم بعد توسلات منه، وعهود ومواثيق، تم تخفيف الحكم للجلد ثلاثين جلدة فقط!!، ما يعطي صورة واضحة عن قيمة الإنسان لدى هذه العصابة المتوحشة!!.
داعش قد لا تكون كلها شر، فبضدها تتميز الأشياء، وبالتالي فإنها كشفت وجهاً قبيحاً، قد يساهم في تمدد الإسلام المعتدل، والقادر على التعايش مع باقي الأديان، في عالمنا الواسع، كما قد تساهم في القضاء على هذه النسخة المشوهة بشكل قاطع، ومن محاسن داعش أنها استطاعت جمع الإرهابيين في بقعة جغرافية محددة، وهو أمر كان، ولا يزال، مطمعاً لكل دول العالم، ومن محاسن داعش، أيضاً، أنها عرفت عواصم الغرب بهوية مواطنيها من المسلمين « المتشددين «، والذين منحتهم جنسياتها، وأغدقت عليهم، وأخرجتهم من ذل الفقر، إلى الحياة الكريمة، فمن هؤلاء من نفر إلى حيث تكون داعش، ومنهم من تعاطف معها، وهذا سيسهل على الغرب فرز مواطنيه المسلمين، وبالتالي التخلص من غير المرغوب بهم، عن طريق سن القوانين التي تتيح ذلك، وذات الشيء يقال عن الدول العربية، والإسلامية، والتي لا تزال تكويها نار الإرهاب، والإرهابيين!.
نعم داعش قطعة من الشر والدمار ، ومن المؤكد أنه سيتم القضاء عليها، فلن تستطيع مجابهة العالم أجمع، وربما أن إبقاءها كل هذه المدة كان هدفه إنتاج فيلم وثائقي حي لماهية الإرهاب، ومعرفة كل النوايا الشريرة التي تضمرها هذه العصابات، وكل الدلائل تشير إلى أنّ المخططات تسير على قدم وساق في كواليس التحالف الدولي لإنهاء هذه المهمة، غير العسيرة، وعندما يتخلص العالم من شر عصابة داعش الشريرة، ويتم لجم وسحق كل من يتعاطف معها، مهما كان موقعه الجغرافي، فلا تستغربوا، حينها، أن يتم منح جائزة نوبل للسلام، في عام 2016 أو 2017 ، للفريق الركن، أبي بكر البغدادي، ولا يستبعد شيء، فهذه الجائزة العريقة تثبت عاماً، بعد عام، أنها مسيسة حتى النخاع، فلننتظر قائمة الفائزين بها مستقبلاً!!.