من لا يتعلم لن يحسن الفهم..,
ومن يفهم ولا يتفكر, لن يبني، ولن يصل...
فرصيد المرء من الوعي تكون نتيجته حصاده من التعلم, وجنيه من التفكر..
وبناؤه إما هزيلاً فيردى, أو متيناً فيأمن..
الحياة تصارعه ليس لأنه عدوها, بل لأنه يجهلها, فإن عرفها أحسن لنفسه, فلا عدو له إلا جهله..
الحياة ليست مدرسة، لأن للمدرسة مواعيدها، ومحتوى مناهجها,.. تنتهي عند قرع الجرس إيذانا بالخروج.., وتفتح حين يقرع الجرس حلولاً لوقت الدرس..
المدرسة مقننة، والحياة منبسطة لمن شاء أن يفعل لنفسه شيئاً، لا تحرمه، ولا تعطيه, هو وحده من يتفكر، يتعلم أو يتهمَّش, يبني أو يتقاعس, يوطد أو يهدم..!
الحياة محطة تستقبل، وتفرغ، والمرء هو العابر..,
يحمل زوادته، فإن علم أنه راحل في موعد، ولن يعود إليها, يعلم أنها ليست له, ولن ينتمي إليها،..
هي لا تعطيه, وإنما هو الذي عليه أن يفعل,..!
هي لا تقيم له حصصاً، ولا توظف له معلمين..,
إنما تستقبله إن جاء فرداً في كل.., ولا تودعه إن غاب, ورقة في غصن..
فهذا شأن قدره, وقضاء ربه فيها..!!
الإنسان أمره عجيب..!!
متى قوي زنده شدَّ..,
ومتى وهن رخى..,
فهو قويٌ بثقة, أو ضعيفٌ بذل..
فإن تعلم.., وتفكر..
علم أن قوته عقله, وضعفه نفسه..!!
والنفس فيه تغلبه.., وقوته تحطمه.. إن لم يفهم هذه الحقيقة فيه..,!!
لكنه لن يفهمها ما لم يتعلم فيحسن الفهم.., ويفهم فيدأب على التفكر..,
ويتفكر ليحرث مقره من القافلة, ويزرعه, ويحصد من ثمَّ ما يجني..
فما شاء المرء أن يثمر، عليه أن يتصالح مع نفسه، ولا يعاديها..
فالحياة الدنيا ليست عدوته، وإن دنت, بل نفسه وإن اغترت.....!!