تحلو لي الطبيعة، وأغذ في التعرّف على بيئاتها، ومكوناتها..،
الجبال، والسهول، والسهوب، والروابي،..
الشواطئ، والبحور، والمحيطات، والخلجان، والأرخبيلات..،
الصحراء، والغابات، والفيافي..،
الطرقات، والمفازات، والمنعرجات..،
العالي، والداني، النجد، والغائر..!
التراب، والرمل، والحصى، والجلمود، والغبار، والرماد، والماء، والندى، والقطرة..،
الزهور، والأشواك، والنباتات، والأشجار، والثمار..،
الطيور، والأسماك، بأحجامها، وفصائلها، وأشكالها، وطبيعتها المختلفة..،
الأنواء، والأفلاك، بما فيها من مجرات، ونجوم، وكواكب، وسُدم،
وهواء، وصوت..، وانعكاسات ضوء..، وحمم براكين، وسطو فيضانات، وقسوة زلازل، وأتون لهب، ورقة مطر، وعنفوان شلالات..، وانحسار موج، ومدِّه..!
وما تبثه هذه العلائق من الإثمار، والإنتاج، والروائح، والأصداء..،
والألوان الباذخة جمالاً، وعذوبةً، وحدةً، ورقة..!
والانسيابات الحالمة، والسرابية، والمدهشة..،
والمرعبة والمخيفة، والجاذبة..!
ما يُرى من هذه الطبيعة، وما فيها يُلمس، ما يسمع، ما يُشم، ما يُحس، وما يُتَخيَّل..!!
وفي كثير من مفاصلها ترتبط كائناتها، ومكنوناتها بالإنسان، وكأنه المحور!!..،
يا لهذا الإنسان..يا له هذا الإنسان مما فيها..!!
في هذا العالم، حين اندمجُ بكلِّ حسِّي، واهتمامي، أتساءل:
لماذا لم أذهب للتخصص في علم الفلك، والفيزياء، وعلوم الأرض..؟!
وغالباً ما أتأمل كيف ينال الإنسان الوصول إلى هذا الخلق العظيم بمجرد أن هيأ الله له سلطاناً من العلم استطاع به المختصون أن يقربوا له هذا المكنون من الطبيعة في فلم وثائقي، وبحث علمي، ولقطات محترفة، وتسجيلات صوتية دقيقة، ومرئية شفيفة، بحيث جعلوه ماثلاً بين عيني كل الشغوفين بطبيعة كون الله العظيم..!!
أليس في هذا الكون المترامي، العميق، الشاسع، المعقد، الواضح، الخفي، الظاهر، الجميل المؤثّر، القريب، البعيد، البديع، المُعجِز ما يرطب عطش اللاهثين داخل بوتقة فوضى البشر الذين يشوهون الطبيعة بما يستغلونه من مقدراتها، ومن ثم يجرحون إحساس الإنسان..، ويُكرِبونه كثيراً..؟!
بلى، في هذا الكون العظيم سعادةٌ غامرةٌ تُذهب عن المتأمل فيه مرارة الواقع...، وتطهر جوفه من عفن المسيئين للحياة..!