في البداية أتقدم بالتهنئة للوزراء الثمانية الذين تم تعيينهم مؤخراً على ما حظوا به من الثقة الملكية، سائلاً الله لهم الإعانة والتوفيق وأن يسدد على درب الخير خطاهم.
أخي معالي الوزير: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فاعلم أن المسؤولية كبرى وأن الأمانة عظمى وأنت بإذن الله أهل لها ولكن من باب نصح المسلم لأخيه اسمع مني هذه الكلمات التي أنت أعرف مني بها، لأنها لا تخفى على العقلاء أمثالك، وإنما من باب التذكير: فقد تسلمت الأمانة فأدها إلى من ائتمنك واجعل مخافة الله بين عينيك وعليك بالإخلاص في القول والعمل فإن الله يحب من عبده إذا عمل عملاً أن يتقنه، ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فخير البر عاجله، فلا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، واقتد بالأخيار من رجالات الدولة، فأنت بحاجة إلى القدوة الحسنة والكلمة الطيبة، واعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، ومن كان في حاجة أخيه المسلم كان الله في حاجته، وكن كالطبيب الذي يبحث عن شكوى المريض ثم يصف له العلاج المناسب، واعلم أن الله قد ائتمنك على من تحت يدك من العاملين في وزارتك فكن لهم كالأب الحنون والمربي الفاضل فهم على نهجك سائرون، وكن عليهم بعد الله رقيبا حريصا على تفاعلهم وتنافسهم في خدمة المواطن والمقيم، وعاملهم بما تحب أن يعاملوك به ،وكن أمينا على سر مهنتك، ولا تبخل على وطنك وولي أمرك بشيء من وقتك وجهدك، فأنت اليوم مسؤول أمام الله عن أداء هذه الأمانة، فالله سائل يوم القيامة كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع.
أخي معالي الوزير: لا شك أنك حملت أمرا جسيما فقم فيه بأمر الله ولا تعجز، فقد أتتك الوزارة من غير مسألة فستعان عليها بإذن الله كما أخبر المصطفي - صلى الله عليه وسلم - بذلك، واسأل الله الإعانة عسى أن تكون عند حسن ظن ولاة أمرك، وعليك بالحلم والأناة في شأنك كله، فإنك تدرك بذلك منالك وتستقيم به أفعالك، جعلك الله مباركاً أينما كنت، وأملنا في الله ثم فيك كبير أن نرى منك كل جميل وكل جديد، وأن يحقق الله على يديك الآمال والتطلعات، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..