لا شك أن التغيير وتدوير المناصب في وزارات وأجهزة الدولة مطلبٌ وطني ومطلوب للجميع فلقد استبشر المواطنون في تلك التغييرات خيراً فالتغيير والتجديد ظاهرتان صحيتان تهدفان إلى التطوير والتميز في الأداء الوظيفي وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن وهذا بكل تأكيد ما ينشده كل مواطن مخلص عاش على هذه الأرض الطيبة المباركة وتحت رعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظة الله تعالى ويأتي ذلك من خلال ضخ دماء شابة جديدة متسلحة بالعلم والمعرفة لتبذل وتخدم وطنها بجهد مضاعف.
والتغيير والتجديد من شأنه أيضاً أن يلغي عقدة (البيروقراطية) المملة التي نجدها في أروقة الكثير من الوزارات والإدارات وهي التي تكون سبباً في تأخر إنجاز معاملات المراجعين.
ولعل من وزارات الدولة التي حظيت بالتغيير الأخير هي (وزارة الشؤون الإسلامية) حيث صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل وزيراً لها ولذا فإنني أود أن أطرح هذه الملفات الهامة على طاولة معاليه عبر هذه الصفحة العزيزة على قلبي عزيزتي الجزيرة والتي قضيت معها عدة عقود كاتباً متواصلاً معها وأتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار أولاً يجب ينظر للمساجد وهي بيوت الله وهي التي يعتمد عليها عمل هذه الوزارة بشكل مباشر حيث تعد الجوامع والمساجد الميدان الأساسي الذي يحتضن جهود وأعمال هذه الوزارة المباركة يجب أن يكون هناك توفير للوظائف المكافئة المساجد وبشكل دائم فالكثير من الأئمة ينتظر مدة طويلة دون أن يجد له وظيفة كما يجب أن يلغى سياسة نقل وظائف المساجد للإدارات منع باتاً وفي حال توفير وظائف مناسبة للأئمة والمؤذنين في مساجدهم وبرواتب جيدة يجب أن تطبق الأنظمة والعقوبات على الجميع بحق والبعد عن تلطيف الأجواء وتطييب الخواطر كما يجب مراعاة عدم التعيين إلا من كان يحمل مؤهلا علميا عالياً ويكون كفواً لذلك حيث يعتبر المسجد مدرسة دينية يتعلم منها الجميع أمور دينهم ودنياهم كما كان في عهد الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم كما يجب على الوزارة أن تسارع في بناء المساجد حينما يكون المتبرع وفاعل الخير متواجداً فكثيراً من الإجراءات المعقدة تجعل فاعل الخير يفر هارباً كما يجب على الوزارة أن تتبنى وتقوم في إنشاء قناة خاصة تحارب أصحاب الفكر الضال ويكون لدينا قناة فضائية إسلامية قوية تصل إلى كل منزل تنشر الدين الإسلامي بوجهه الصحيح وأحكامه في جميع بقاع الأرض ويجب أن تكون لدينا قناة إسلامية دعوية توجيهية لكي تواجه هذا الفكر الضال المنحرف عن الطريق الصحيح وتتصدى له بكل قوة لأن هذه الوزارة لها جهود واضحة في التصدي للإرهاب عبر الصحافة وعبر المجلات والمطويات التي تقوم الوزارة بتوزيعها فلقت هذه المطويات والمنشورات صدى واسعاً من قبل جميع المسلمين والجميع أشاد بها فما بالكم بقناة فضائية تحمل رسالة سامية للناس أجمعين كما يجب وبشكل عاجل تطوير موقع الوزارة عبر الشبكة العنكبوتية وأن يكون ذلك بشكل مباشر من معالي الوزير ومتابعة شخصية والتشديد على كل مأمن شأنه السعي لنشر وتحقيق الأمن الفكري وذلك عبر الوسائل الشرعية كمنبر جمعة والمحاضرات والندوات وغيرها في سبيل تعميم الوعي في مقابلة المخار والفتن ودعاتها ايضاً يجب أن نقول كلمة حق وهو أن معاليه حقق نجاحاً في الجامعة فقد عرف عنه الحرص على التجديد والتطوير وذلك من خلال زيادة الكليات والتوسع بالتخصصات ومضاعفة عدد المعاهد وأنأ هنا لست معدد لإنجازاته فهو شخصية عملية شفافة ومحبوبة ممن عملوا تحت إدارته سابقاً ولكن يجب أن يعي معاليه أن العمل هنا مختلفاً عن هناك فلكل وزارة سياسية معينة كما عليه أن يمنع التعاون في مكاتب الدعوة والإرشاد بل تخصيص موظفين متفرغين بعيداً عن الاجتهادات الشخصية كما هو حالياً في المكاتب التعاونية من موظفين يمارسون عدة مهن أخرى فيكونوا مشتتين الفكر والعمل كما يجب ان يكون من عمله نصيب لمتابعة المؤسسات الخاصة في نظافة المساجد والتشديد عليها وأن ينص أحد البنود أنه حينما يوجد المسجد غير جيداً من ناحية النظافة يتم إلغاء المؤسسة مباشرة مع إيجاد البديل بشكل سريع كما أنه انتشر في الفترة الأخيرة كثرة المراكز الإشرافية في الهجر والقرى وهذا يجب أن يتم إيقافه أو تطويرها إلى مكاتب وإدارات بدلاً من المعمول به حالياً كما ن الانضباطية في العمل مطلب من جميع موظفي الدولة لذا يجب أن تتجه الوزارة إلى تطبيق نظام البصمة في منشآتها الحكومية ولكن تكون على عدة مراحل تكون المرحلة الأولى في الفروع وبعد ذلك إذا أثبتت نجاحها تليها مراحل أخرى في الإدارات والمكاتب.
وأخيراً أقول: إن أباالخيل وهو يتسلم زمام الوزارة قد يجد نفسه أمام (إرث) كبير مثقلاً بالعديد من الملفات والقضايا التي بحاجة للحل ولكن لا شيء مستحيل مع العزيمة والإصرار والحماس وحب الوطن. فنجد أمام معالي وزير الإسلامية مسؤوليات كبيرة وكثيرة حتى يحقق رغبة مرتادي المساجد بيوت الله كما أنه يجب على جميع الوزراء الذين تم تعيينهم حديثاً القضاء على بيروقراطية العمل في جميع فروع الوزارة كما أن المواطن يتطلع أن يكون الوزراء الجدد عند حسن ظن القيادة بهم.. وعلى المحبة نلتقي.
محمد عبدالرحمن القبع الحربي - بريدة