إن مصدر معظم مشاكلك هو عدم قولك الحقيقة.
إن الأكاذيب التي تتفوه بها، حتى ولو كانت لغرض الحفاظ على مشاعر الآخرين، دائماً ما تصبح عادة لديك. فلو أنك أخبرت الناس ببساطة بحقيقة ما تعنيه، لأصبحت في حال أفضل، وأكثر سعادة، ولتجنبت الوقوع في المواقف الاجتماعية السخيفة، سيعرف الآخرون مكانهم منك، ومن ثم يصبحون أكثر صراحة وصدقاً معك.
سوف يكفون عن توقع أن تدعى ما ليس بك. فلن يكونوا في حاجة لأن يختبروك لكي يكتشفوا نواياك. لن تكون في حاجة لخلف أعذارا لعدم فعل الأشياء التي لم تكن ترغب في فعلها، أو تقديم مبررات لتفضيلك عمل تلك الأشياء التي ترغب في فعلها، لأنهم جميعاً سوف يعرفون تلك الأشياء.
إن قولك الحقيقة وكونك ذاتك شيئان مترابطان على نحو لا يقبل الانفصام.
فالشخص القوي يقول ما يعني. أما الشخص الضعيف، فإنه يكذب كي يرضي الآخرين.
إن الشخص القوي يجعل الحقيقة مشكلة تتعلق بالآخرين. أما الشخص الضعيف. فإنه يُخفي الحقيقة داخله ويشكو من معاملته على نحو جائر.
ولكن ماذا لو أن قول الحقيقة يجرح مشاعر الآخرين ؟ ليس من المفترض أن تقول للآخرين إنهم يبدون بُدناء، أو أغبياء، أو قبيحي الشكل، فأن ذلك لا يعدو كونه فظاظة منك.
إن قول الحقيقة المفترض البوح بها هي حقيقة شعورك بما تقوله، ورغبتك فيه، وحبك له، ومقصدك منه. أما إذا أساءت الحقيقة لمشاعر الآخرين، فإن المسئولية تقع عليهم في التعامل مع ذلك. قد لا يعجبهم ما تقول، ولكنهم سوف يحترمونك لصدقك،
وسيحيون بصورة أفضل مما لو كذبت عليهم.
إذا كذبت من أجل أن تُسعد الآخرين، فإنهم لن يصدقوك. سوف تساورهم الريبة تجاه ما تقول، ويعانون من التناقضات التي يجدونها في حديثك. حينئذ سوف يطالبك بعضهم بتحديد ادعائك، والبعض الآخر سيقلل من شأنك ويحاولون الإيقاع بك. إن الناس يكرهون أن يُكْذَب عليهم، لأن الكذب يجردهم من اختيارهم الحر وقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم.
قل الحقيقة. إنها وإن جرحت فإنها تجرح لمرة واحدة.
أما الأكاذيب فتجرح الجميع طوال الوقت.