تخلّى الصدق عن ذاتي خفيّا
فأربك داخلي.. وبكى عشيّا
هلال الشكّ ينفخ في عيوني
رماد الظنّ.. يفسدني عليّا
ولجلجة الهموم تفرّدتْ بي
تدخّن تبغ حزني من يديّا
بهاراتٌ من الآلام رُشّتْ
على قلقي.. فتكوي العمْر كيّا
نقائي عكّرته يد المآسي
أزاحتْ رونقي.. وطوته طيّا
حصان بديهتي أمسى عجوزاً
كسول الفهم، ممراضاً، عصيّا
وأفكاري يسمّمها شتاتٌ
يغشّ توازني.. يغويه غيّا
يعشّش فوق إدراكي اضطرابٌ
يسدّ مسامه.. ينمو شقيّا
وصورتيَ القديمة أرهقتها
جروحٌ.. أزعجتْ طبعي السويّا
يخربشني ظلام الكذْب.. أبدو
بفنّ المكر ذهناً (سامريّا)
تخيّلْ.. صرتُ طيناً مستبدّاً
ووعيي صار حِسّاً عسكريّا
أسير إليّ منّي في زحامٍ
أعود.. فلا أجدْ أملي جنيّا
نقائي عكّرته يد المآسي
ولكني أعقّمه خفيّا
- حاتم الجديبا