الجزيرة - حبيب الشمري:
يبدأ الوزراء الثمانية الجدد اليوم، مهامهم الرسمية بعد الأوامر الملكية الكريمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أمس، وسط تحديات كبيرة أبرزها ثقة القيادة وطموحها الكبير لخدمة المواطن والمقيم على أرض المملكة.
وفي استعراض سريع لأبرز التحديات التي تواجه الوزارات والخدمية منها تحديداً، فإن كثيراً من المتابعين ينتظرون أثر هذا التعيين على وزارات الصحة والشئون الاجتماعية بالدرجة الأولى لأنها تتعلق بأوضاعهم الصحية والاجتماعية.
الأخطاء الطبية.. والمستشفيات المتعثرة
سيكون أمام وزير الصحة الجديد الدكتور محمد الهيازع وهو كيميائي كان حتى أمس مديراً لجامعة جازان، عدة تحديات من أهمها المشاريع المتعثرة في وزارته، حيث تعاني عدة مناطق من تعثر إنشاء المستشفيات، بالإضافة إلى الشكوى من الأخطاء الطبية، وتدني مستوى الخدمة في مستشفيات ومستوصفات وزارة الصحة.
ومن المعلوم أن الوزارة كانت في عهدة المهندس عادل فقيه (بالتكليف) منذ إعفاء الدكتور عبد الله الربيعة. ويُطالب كثير من المواطنين الوزير الجديد بإجراءات حاسمة فيما يتعلق بتطوير الأداء في مستشفيات وزارة الصحة، وتعزيز بعض المناطق بمستشفيات تخصصية، وتوفير مستشفيات للإدمان، وتطوير مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تعد خط المواجهة الأولى مع الأمراض.
الحميد.. والظواهر الاجتماعية للأسرة السعودية
على صعيد وزارة الشئون الاجتماعية، فإن أمام وزيرها الجديد سليمان الحميد تحديات من نوع آخر، لعل من أهمها تفعيل عمل الصندوق الخيري الوطني (صندوق معالجة الفقر سابقاً)، وتعزيز أعمال الضمان الاجتماعي من خلال تحويل المساعدات المالية التي تصرف إلى عامل مساعد في إنعاش أوضاع الأسر المحتاجة، بدلاً من الاكتفاء بالمساعدات المالية فقط.
ووفق متخصصون سألتهم (الجزيرة) أمس، عن أبرز ما يمكن أن يتخده الوزير الجديد، تبين أن الاهتمام بالأوضاع الاجتماعية للأسر السعودية من خلال مشاريع الاستشارات الأسرية، في ظل التطورات الكبيرة على مختلف الصعد الاجتماعية.
ومن أهم ما قالوه لـ (الجزيرة): إعادة المختصين الأسريين إلى أحضان الوزارة، والتفاعل السريع مع التطورات الاجتماعية، ومعالجة الظواهر التي يشهدها المجتمع السعودي، خصوصاً فيما يتعلق بالعنف ضد الأطفال والنساء، وبرامج لمعالجة هروب الفتيات، ودعم مشاريع الأسر المنتجة، ودعم الجمعيات الخيرية والاجتماعية والتعاونية والمهنية.
وقف القمح.. وفشل التسويق الزراعي
وزير الزراعة الجديد المهندس وليد الخريجي يقف على عتبة مرحلة جديدة في القطاع الزراعي، وهو الرجل الذي لم يفارق هذا القطاع كثيراً، حيث سبق أن عمل مديراً للشئون الزراعية في منطقة مكة المكرمة، قبل أن يصبح حتى أمس مديراً عاماً للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، وبينهما عمل في القطاع الدبلوماسي كسفير. يُواجه الخريجي الذي يحمل همّ (الأمن الغذائي) تحديات كبيرة جداً من أبرزها وقف زراعة القمح، حيث يُعد هذا الموسم الأخير لزراعته، وذلك بهدف ترشيد المياه.. لكن القرار تسبب في زيادة استهلاك المياه الجوفية من خلال توجه كثير من المزارعين إلى زراعة الأعلاف، لتعويض خسائرهم.
ينتظر المزارعون من الخريجي خطوة باتجاه إعادة تأهيل القطاع الزراعي لمواجهة المرحلة، خصوصاً أن البنية التحتية للمزارع كانت تعتمد على الرشاشات المحورية، والمساحات الكبيرة، بينما المرحلة الحالية تتطلب التغيير نحو منتجات لا تستهلك المياه كثيراً، وتكون رافداً للسوق، خصوصاً فيما يتعلق بالبيوت المحمية، وتفعيل الميزة النسبية لكل منطقة.
منطلق هذه المطالب الفشل الكبير في التسويق الزراعي على مدى السنوات العشر الماضية، على الرغم من أحاديث عن مبادرات هنا وهناك.. لكن موقف وزارة الزراعة، وقدرتها على إدارة الأزمة سيكون مؤثراً خلال الفترة المقبلة.
عهدة المنابر.. بيد أبا الخيل
الدكتور سليمان أبا الخيل الذي يخلف صالح آل الشيخ سيكون أمام تحدٍ كبير في مرحلة حساسة.. صوت المنابر، والخطاب الدعوي يمثّل بوصلة عمل الوزارة المقبل، بالإضافة إلى تطوير أوضاع المساجد.
يأتي أبا الخيل إلى الوزارة بعد أن حقق نجاحاً كبيراً - في نظر كثيرين - في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، واستطاع أن يقود مرحلة تحول في الجامعة العتيدة، وأدخل تخصصات جديدة مثل الطب وغيرها، كما برع في دمج الجامعة بالمحيط الاجتماعي من خلال تفاعلها مع الأحداث التي مرت بها البلاد، خصوصاً فيما يتعلق بخطاب الجامعة، والاتهامات التي كانت تطال عدداً من خريجيها.
أبا الخيل اليوم سيكون مسئولاً عن رسالة المسجد والمنبر في مرحلة تمر فيها المنطقة بأحداث كبيرة جداً، وتحتاج إلى تمحيص وتجلية للمواقف الشرعية التي تتعلق بالأحداث السياسية الكبرى، والتصدي لمخططات الفتنة واستغلال الشباب، والزج بهم في أُتون حروب وتصفية حسابات خطيرة جداً.. ويشير كثيرون ممن عملوا مع أبا الخيل إلى أنه سيكون واضحاً في التصدي لكل التحديات التي تواجهه قياساً على المعركة التي قادها في جامعته.
توقيت القطارات.. يجب أن يكون في الموعد
المهندس عبد الله المقبل وزير النقل الجديد، سيكون مسئولاً عن وصول قطار النقل العام في موعده.. هكذا علّق أحد من يعرفون تحديات الوزارة أمس.
المقبل الذي أدار أكبر أمانة في البلاد حتى صدور القرار الساعة 2.30 أمس، لن يكون غريباً على الوزارة، فقد كان يشغل وكيل الوزارة لشئون النقل لفترة طويلة، قبل أن يدير أمانة الرياض لأكثر من ثلاث سنوات.. ويعرف خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن مشروع النقل العام، من أهم المشاريع التي يجب أن تصل في موعدها. كما أنه سيكون أمام تحدٍ آخر يتعلق بتنشيط قطاع النقل الداخلي من خلال تعزيز دور هيئة النقل التي شكّلت العام الماضي، لترتيب أوضاع القطاع من الناحية الاستثمارية.. كما أن المقبل سيواجه تحدي المشاريع المتعثرة خاصة في المنطقة الشرقية والشمالية، مثل طريق حفر الباطن - الدمام، أو طريق حفر الباطن - رفحاء الذي يشهد حوادث مأساوية.
الخضيري .. الإعلام في عصره الجديد
د. عبد العزيز الخضيري الذي حل في مقعد سميه عبد العزيز خوجة في الثقافة والإعلام، يأتي في مرحلة مهمة في عمر الوزارة، خاصة فيما يتعلق بخطط الهكيلة الجديدة من خلال إنشاء هيئات مختلفة، مثل هيئة الإذاعة والتلفزيون، وهيئة الإعلام المرئي والمسموع، ومشاريع المنصات الإعلامية المختلفة، وتطورات الإعلام الجديد.. وسيكون أمام الخضيري - الكاتب المتميز - تحدي دعم القنوات السعودية التي تعاني من هجرة الكوادر السعودية إلى قنوات منافسة، وحالة عدم الرضا الواضحة عن الأداء الإعلامي الحكومي تلفزيونياً وإذاعياً.
على الصعيد الثقافي، فإن تفعيل برامج الأندية الأدبية، وتطوير معارض الكتاب، سيكون لهما نصيب من اهتمام الوزير الجديد.