في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد يعيد صياغة وترتيب الرياضة السعودية إدارياً وتنظيمياً ومالياً، رأينا وسمعنا من يحاول تشويه وإحباط هذه التحركات، المشكلة أن غالبيتها لم تكن تنتقد أسلوب هذه التحركات وتوقيتها وطريقة أدائها، وإنما لجأت إلى التشكيك بها وبأهدافها لأسباب شخصية هي للتعصب الكروي أقرب من أي شيء آخر، أو أنها لا تريد التغيير لتبقى الأمور، وتستمر الأخطاء على ما هي عليها كونها المستفيد الأكبر منها..
من المؤسف أن تصل قناعات وأطروحات بعض الإعلاميين حد القول تصريحاً وتلميحاً، أن الأمير عبد الله بن مساعد هو من يقرر مصير المدرب لوبيز ويفرض عليه تشكيلة المنتخب ومن يختار قائد الأخضر وشعار الدورة، هو من يتحمل مسؤولية عزوف الجماهير، هو من يتدخل في عمل لجان الاتحاد ويضع جدول الدوري، هو السبب في فوضى الإعلام ومشاكل الحكام، أشياء أخرى يتهم أنه من يقف وراءها لا يمكن لأي عاقل تصديقها والاقتناع بها، يتم تداولها والتسليم بها وكأنها حقيقة وأمر واقع..
مثل هؤلاء يضعون أنفسهم في موقف محرج لهم ولعقلياتهم وطريقة تفكيرهم، كما أنهم بهذا التسطيح يشكلون خطراً على جمهورهم وأتباعهم ويورطون كل من يؤيدهم، سواء كان مشجعاً أو مسؤولاً في ناد أو أية جهة رياضية أو وسيلة إعلامية، أما نحن فمطالبون بتعريتهم وكشفهم على حقيقتهم، وتوضيح أنهم معول هدم وتدمير لكل ما هو جميل ومفيد..
السلطة العابثة!
كثر الحديث عن الإعلام الرياضي السعودي، وأنه السبب الرئيس والمتهم الأول في إخفاقاتنا الكروية، وكل ما يجري في الوسط الرياضي من فوضى واحتقان وصراعات وحروب بين جميع فئاته الرسمية والجماهيرية، فهل كل ما يقال ويتردد صحيح أم لا؟
الزميل سامي اليوسف وتحت عنوان ( اللمبي والباراشوت)، أجاب الأسبوع الماضي في زاويته (مرايا) على جزئية مهمة من هكذا تساؤل، من خلال نوعية الممارسة الإعلامية لدى الكثيرين ممن أصبحوا يحملون هذه الصفة ويعتلون المنابر ويتصدرون البرامج ويشكلون الرأي العام وهم غير جديرين بأن يكونوا كذلك، بعد أن وصلوا إلى هذه المواقع بلا خبرة ولا تأهيل ولا إلمام ودراية بمعنى وقيمة وقوة تأثير الإعلام، وإنما عن طريق الواسطة والمجاملة والعلاقات الشخصية, أو لأنهم في البرامج والمطبوعات ينتمون للنادي نفسه، وهذا هو المؤهل الأعلى والأنسب والمطلوب في البرامج ووسائل الإعلام التي تهتم بإرضاء وإشباع ميولها أكثر من اهتمامها بثقة واحترام المتلقي ..
الخطير في هذا الشأن أن هنالك مسؤولين في مطبوعات وقنوات وبرامج، لم يدركوا بعد أنهم يساهمون في تلويث عقول المجتمع، يرتكبون جريمة نشر ثقافة العنف والكراهية والإقصاء بين أبناء البلد والمدينة والحي بل والأسرة الواحدة، بسماحهم واستقطابهم لكل من هب ودب أن يتحدث بلغة غير لائقة ويقول آراء مؤذية ومتهورة، يكذب على هذا ويطعن في ذمة آخر ويتهم أبرياء بلا دليل ولمجرد الاختلاف معهم، أو لأنهم لا يشاركونه الميول، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تطور إلى أن بلغ التأثير والحرب على منتخب الوطن في عز مشاركاته، كما حدث في الأيام الماضية أثناء مواجهات دورة الخليج..
أوقفوا هذه الغوغاء، وتأكدوا أنكم أصبحتم أضحوكة ومحل تندر وتذمر الصغار قبل الكبار..
من الآخر
- الأمير تركي بن خالد رئيساً للاتحاد العربي لكرة القدم، اختيار موفق لشخصية رياضية خبيرة لها قبولها واحترامها وحضورها، الأجمل من هذا هو عدم انشغال الأمير عبد الله بن مساعد بأي منصب رياضي عربي والتفرغ لإدارة الرياضة السعودية..
- يستاهل الأسطورة سامي الجابر حصاد نبوغه وجهده وعطائه وكفاحه باختياره كأول نجم عربي ووحيد يدخل ضمن عشرة لاعبين لنادي المشاهير الآسيوي.
- خسارة المنتخب الكويتي بخماسية تاريخية عمانية تعكس حقيقة الفرق بين من يعمل ويبذل ليبدع وآخر يتوقف ليتذكر ويتغنى بالماضي..
- المستوى المتميز والمتطور لمنتخبي الإمارات وعمان في خليجي 22 نتيجة طبيعية للاستقرار الفني واستمرار المدربين الإماراتي مهدي علي والفرنسي لوجوين منذ خليجي 21 ..
- على النصراويين ألا يكابروا ويعترفوا بأخطائهم وبالتالي احترام العقوبات التي تصدر بحقهم، والتخلص من التبريرات غير المنطقية وادعاء المظلومية في كل قرار تنظيمي أو انضباطي..
- كان الإعلام يطلق على دورة الخليج بطولة البشوت والشيوخ، فانقلبت المعادلة فصارت بطولة ضجيج وتأجيج الإعلاميين..