أتفهم تماما الفارق بين مرحلتي قيادة اتحاد الكرة قبل الرئيس أحمد عيد وبعد ترؤسه منتخبا من الجمعية العمومية..!!
في السابق تطغى المركزية القاتلة على أغلب القرارات ولا أحد يستطيع من الأعضاء أن يفتح فمه رافضا أو متحديا أو ناقدا لذلك لاعجب أن ترى المتغيرات تتوالى بشكل هيستيري..!!
مع ذلك كانت الأمور تسير جيدا نوعا ما حتى ظهرت طفرة التحديث بالدول المجاورة والمنافسة فانكشفنا بشكل مريع فلا عادت آراء جلسات الاتحاد في الماضي تصلح في عهد الفكر والعمل المنظم..!!
جاء المثالي أحمد عيد ومعه برنامجا انتخابيا -خياليا- حيث لم تمكنه الفترة التي قضاها كرئيس مكلف من معرفة واقع الكرة لدينا ليختار ما يناسبنا فاختار النموذج الألماني هدفا لمحاكاته واعدا أن يكون منتخبنا ضمن أفضل 40 منتخب بالعالم..!!
عيد لا يدرك -أحاسبه على برنامجه- أن مخرجات أي تخطيط مرتبطة بالعوامل الاجتماعية والمالية والإدارية ..
اجتماعيا ..نحن قوم لانؤمن بالتخطيط بكل شؤون حياتنا لأن التخطيط مرتبط بإنسان الأرض .. بعمله.. بمدرسته.. بمستقبله... حتى إن المناهج الدراسية ليس فيها تعليم التخطيط بالحياة ..!!
ماليا .. اتحاد الكرة مديون حتى رأسه..!!
إداريا .. اتحاد الكرة ليس على قلب رجل واحد وأهم أهداف -غالب- أعضائه الحصول على مناصب تماما كما نجح عبدالرزاق ابوداود بتحقيق ذلك ..!!
إذا كيف يختار الأخ أحمد عيد برنامجا انتخابيا مضللا وهو من يعرف دهاليز اتحاد الكرة منذ سنوات طويلة..!!
وعد الخلوق أحمد عيد بأن يجعل المسابقات تسير برتم دقيق دون تأجيلات وبثبات واليوم نستطيع أن نقول إنه فشل بذلك ..!!
مالذي بقي ليقدمه أحمد عيد إذن إن كانت كل وعوده لم تتحقق أو لم تسعفه الظروف لتحقيقها ؟؟
سمح الجميل أحمد عيد لمدرب المنتخب السابق لوبيز بإقامة معسكر تدريبي بعد نهاية الموسم الماضي في إسبانيا وفيما كان اللاعبون مجهدون جدا ومتعبون وليس هناك أي استحقاق قريب للأخضر طامعا أن يقترب من تحقيق وعده بتصنيف دولي جيد حيث تم اختيار منتخبين مغمورين للعب معهما وديا (جورجيا - مولدوفا) لينقلب السحر على الساحر.. خسارتين تاريخيتين .. إجهاد لاعبين .. فوضى مدرب..!!
كيف يريدنا أحمد عيد أن نحاسبه ؟؟
بالنسبة لي لا أتفق مع أي رأي او اتجاه يتمنى رحيل عيد فتجربته الانتخابية يجب ان تستمر لتنجح بتعاضدنا معه ومع اتحاده كونها مرتكز عليه أن يكون قويا .!!
نحاسب أحمد عيد بأن نطلب منه الاعتراف بفشل رؤيته واحلامه الانتخابية ونطلب منه إعادة برمجة مشاريعه لتواكب واقعنا بعيدا عن الخيال الألماني ..!!!
نطلب منه أن يركز على استقرار الاوضاع بغلق فم عبدالرزاق ابوداود -للمصلحة العامة- والتأكيد على متحدث اتحاد الكرة المعيبد على عدم الثرثرة غير المدروسة وأخذ دورات بفن التحدث الرسمي لوسائل الإعلام ..!!
نطلب من عيد التعاون مع رعاية الشباب والجمعية العمومية والثقة بهما وباللجنة الاولمبية فاتحاد الكرة مولود صغير يحتاج من يرعاه ويعينه على النمو ..!!
نطلب من عيد رفع راية الاستسلام وعدم المكابرة والنزول لواقعنا الحقيقي والعمل على برنامج يتلائم وبيئتنا وتعاملنا الكروي إداريا وأعلاميا وجماهيريا..!!
نعم اتحاد احمد عيد يحتاج للإنقاذ والمصريون يقولون (اللي ماله كبير يشتري كبير) وأي منظومة رياضية ليس فيها كبير لا يمكن أن تنجح بالعالم العربي لمسببات واضحة اهمها المسبب الاجتماعي والمادي والتكوين الإداري.!!
أخير ..
وصفة علاج أوجاع اتحاد الكرة كالتالي :
-إنشاء إدارات مفصلية (إدارة التحكيم-إدارة المسابقات-إدارة الأزمات (الطوارئ) يكون عملها يوميا بالاتحاد ويرأسها خبرات أجنبية مرموقة يساندون عمل اللجان ويصححون مساراتهم .
- تعيين مدير إداري لاتحاد الكرة يكون مسؤولا عن الملفات الادارية .
- تعيين ثلاثة مساعدين للأمين العام أحدهما للشؤون الدولية والاخر للشؤون المحلية والأخير للشؤون الفنية .
- رفض تمتع أي عضو بمافيهم الرئيس بأكثر من عضوية خارجية وإعطاء الفرصة لكل الأعضاء بدلا من حكرها على الرئيس ورفاق السلاح الانتخابي ..!!
- إنشاء إدارة منفصلة للمنتخب الاول تتكون من (ممثل للاتحاد -مدير منتخب - المدرب - المستشار الفني للاتحاد - خبير فني )
-إلغاء منصب المشرف العام للمنتخبات فورا وإنشاء إدارات صغيرة مع وجود خبير فني (مراقب) لكل منتخب وترتبط بالأمين العام للشؤون الفنية والذي سيقتصر دوره على تذليل العقبات وصرف المتطلبات.
- التأكيد على عقد اجتماع لأعضاء الاتحاد كل شهرين رسميا.
- فتح صفحة جديدة مع الجمعية العمومية عبر اجتماع صريح من أجل الوطن ورياضة الوطن ونبذ الانتصارات الشخصية .
- إعداد محضر ودليل تعريفي لعمل أمانة الاتحاد وصلاحياتها بموجب الأنظمة.
قبل الطبع
في كثير من الأحيان أعظم سلام يأتي بالاستسلام..!!