هي ليست حكاية لوبيز فقط ..!!
وهي ليست حكاية أحمد عيد فقط ..!!
أجزم أن هناك من طاروا من الفرح بخسارة الأخضر لبطولة الخليج ..!!
وأجزم أن هناك من حزنوا كثيرا للخسارة ..!!
الأمر أصبح رهينة المزاج السائد للمواطن السعودي وفي داخلنا الرياضي نسميه (المشجع -المتابع -الإعلامي -..الخ).
جل المواطنين تقريبا ومن خلال استقراء بسيط لا ينظرون إلى المشاريع التطويرية بل يتوجسون منها ويثيرون كل الشكوك حولها ولا يصدقون أي مسؤول فالثقة معدومة بالكامل..!!
مزاج المواطن أصبح قابلا للحزن أكثر من الفرح..!!
فهزيمة الهلال لنهائي دوري أبطال آسيا عند النصراوي تعادل ألف فوز لفريقه والعكس صحيح..!!
في مثل تلك الظروف ينسحب المزاج على كل شيء حتى يصل للذروة بعدم الاهتمام بالمنجز الجماعي (المنتخبات) ..!!
نحن نواجه هذا المأزق الآن بالوسط الرياضي..!!
أمامنا مؤسسة رياضية حكومية رسمية ولجنة أولمبية رقابية واتحادات تنفيذية قائمة على لوائح ومرجعياتها مختلفة لكن أبرزها اتحاد كرة القدم ومرجعيته الجمعية العمومية المنتخبة ثم الفيفا..!
تلك المؤسسات المختلفة إذا لم تقم بعملها داخل مناخ هادئ وواضح ودون التأثر بالمزاج العام الشعبي فالبوادر ستؤكد لا محالة أنها ستعاني كثيرا وستعتمد على أسلوب الصدمات أو الانعاش الوقتي للبحث عن الحلول..!!
حظ الواقع الرياضي السعودي أن هناك مسؤول جديد يعادل منصب (وزير) نال ثقة مليكه ليقود الرياضة والشباب ونال ثقة الجمعية العمومية ليقود اللجنة الأولمبية السعودية تزامنا مع الولادة المبكرة لمشروع انتخابات اتحاد القدم والذي أفرز ثقة الناخبين بأحمد عيد ليكون الرئيس الأول المنتخب بتاريخ السعودية..
أقول حظ لأن فرصة تأسيس عمل واضح وتدراك كل السلبيات والاستفادة من تجارب الآخرين بتنظيم العلاقة بين المؤسسات الرياضية كبيرة ومتاحة ومريحة للمستقبل لأن حصول العكس يعني أننا أمام انهيار واضح وصريح جدا وانقسامات كبيرة قد تتسبب بصداع رأس بلاتر والأخطر أن تنسحب لتظهر خفايا سلوكية مجتمعية فتكون حربا مكشوفة الرأس ..!!
الأمر يحتاج لحكيم وقائد هادئ فالمرحلة حساسة جدا وأعجبني جدا عبدالله بن مساعد حينما قرر تشكيل لجنة لإقرار النظام الأساسي لاتحاد الكرة بعد تعثر إقراره بوقت سابق بسبب الخلافات المنبثقة من المزاج العام وليس النظام والقانون..!
لم يعجبني بن مساعد وهو يصرح عن ديون اتحاد الكرة ويقزم من عمل التقرير المالي الذي وصل إليه ويتحدث عن أمور أخرى في خضم دورة الخليج..!!
كان تصريحا سلبيا لا الزمان ولا الوقت يسمح بإيصال الرسالة التي أراد الرئيس العام توضيحها (رأي شخصي)..!
أحمد عيد يخوض تجربة انتخابية أولى وعلينا كلنا أن نساهم بإنجاحها قدر الإمكان لأنها أساس مستقبل انتخابي قادم لكن السؤال المهم: هل يساعد أحمد عيد واتحاده الآخرين على إنجاح التجربة؟؟
الرهان الحقيقي الآن على المزاج العام ..؟؟
هناك رغبة حقيقية للتطوير يقابلها تمسك نظامي بالسلطة والقانون..!!
علينا أن نحل الأمر تماما قبل أن نتأزم أكثر ..!!
كيف يمكن خلق الثقة ؟؟
إنه سؤال قابل للشك..!!
على الأطراف أن تثق ببعضها أولا ..
شخصيا أرى أن إرث سنوات طويلة من سوء القيادة الوسطى داخل المؤسسات الرياضية لا يمكن أن يعالج بطريقة سريعة ..!!
علينا أن نعرف أيضا أننا لن نخلق اتحادا مثاليا وغير قابلا للمشاكل فهذا لايصلح سوى تحت ظل قائد سلطة دكتاتوري وأعضاء فاسدين..!!
هكذا قدر كرة القدم لأنها لعبة شعبية واسعة الانتشار وحتى الفيفا لم يستطع أن يمنع تهم الفساد والرشاوي عنه حتى وصل الأمر ليصرح الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الفرنسي جيروم فالكه أن الاتحاد يلزمه سنوات لترميم صورته بعد فضائحه الأخيرة ..!!
أمين عام يعترف ومع ذلك يخرج رئيس الاتحاد الآسيوي ويؤكد: نقف مع بلاتر ..!!
تلك كرة القدم !!
علينا أن لا نعتبر اتحاد الكرة شركة أو مؤسسة بل كيان يتأثر ويؤثر وهذا قدره لكن من المهم جدا أن نعي خطورة كوارثه وضعفه وفساده..!!
الصلاح في مثل حالاتنا وواقعنا يجب أن يكون حذرا جدا ويتعامل مع الظروف المحيطة بشكل ذكي مع التزام إعلامي مدروس يوصل رسالة التغيير دون شكوك..!!
قواعد التغيير (تحديد المشكلة وإدراك خطورتها-الرغبة الصادقة في حل المشكلة-اتخاذ الطرق العملية المناسبة للحل- الصبر والعزيمة) ..
مشكلتنا إدارية بحتة..
خطورتها كبيرة..
الرغبة موجودة للحل لكن غير واضحة..
خبراتنا توصلنا للطرق الصحيحة للحل..
لا صبر لدينا ..!!
معادلة صعبة لكن الأكيد..
إن الوضع سيتغير وعلى من لا يريد الإصلاح أن يفهم ذلك جيدا..!!
ليس تقزيما لأحد بل إدراكا لمستقبل رياضة وطن لا ينتظر مزاجا يتلاعب به..!!
هل وصلت الرسالة؟؟
قبل الطبع:
بدلا من أن تمسح دموعك كل مرة .. امسح من حياتك المتسبب بها..!!