بيروت - منير الحافي - الجزيرة:
استحوذت التطورات العسكرية في جرود عرسال امتداداً إلى جرود رأس بعلبك المتداخلة مع الحدود السورية، على اهتمام لبنان الرسمي والشعبي، إثر عمليتين متتاليتين الاثنين والثلاثاء أدت إلى مقتل ستة عسكريين لبنانيين، ثم إلى مقتل خبير متفجرات في الجيش اللبناني في المنطقة نفسها. تضاف هذه الخسائر البشرية إلى ملف اختطاف حوالي ثلاثين عسكرياً لبنانياً لدى كل من النصرة وداعش، منذ أشهر. التساؤلات في الملف العسكري، طرحتها «الجزيرة» على الخبير في هذا الشأن العميد المتقاعد في الجيش اللبناني نزار عبد القادر. ويرى عبد القادر أن العمليات ضد الجيش في تلك المنطقة متوقعة وهي «عادية» ومن الخطأ إطلاق سراح الإسلاميين المحتجزين في السجون اللبنانية ومبادلتهم مع الجنود المخطوفين، بل يجب إيجاد حل آخر.
وفيما فضل عبد القادر أن لا يعلن عن مثل هذا الحل، أشارت مصادر عسكرية أخرى إلى أن التوقيفات التي استطاع الجيش اللبناني تحقيقها أخيراً، وأهمها توقيف زوجة أبو بكر البغدادي «سجى الدليمي»، قد تكون أوراق ضغط مهمة في طريق إنجاح مفاوضات تحرير العسكريين.
- حضرة العميد، كيف ترى التطورات الأخيرة العسكرية في رأس بعلبك وهل تتخوف من أن تؤدي إلى تصعيب عملية إطلاق سراح العسكريين المخطوفين؟
ما حدث في جرود بلدة رأس بعلبك من استهداف لدورية الجيش اللبناني هو حدث غير مفاجئ ويمكن أن يحدث في أي جبهة، فكل من الطرفين يحاول الإيقاع بالآخر، ولذلك يمكن توقع أن ما حصل من اعتداء يمكن أن يتكرر بعد أسابيع أو أشهر إلا أنني لا أرى أن ما حدث يمكن أن يؤثر كثيراً على العسكريين المخطوفين، وأنا على يقين بأن الجيش سيأخذ الاحتياطات العسكرية والأمنية اللازمة.
وإذا ألقينا نظرة تاريخية في كتب تاريخ الحروب سنجد أنه في كل الحروب، كانت تحدث مثل هذه العمليات بشكل متكرر ولذلك فإن الاستهداف الذي حصل ليس بالحادث الكبير بل هو أقل من عادي، خصوصاً وأن الموقع الجغرافي للجبهة يشكل ضغوطاً كثيرة.
- نسبة لموقع الجبهة الجغرافي وللطقس البارد جداً في عرسال ومحيطها، هل ترى أن الجماعات المسلحة لن تطلق سراح العسكريين المخطوفين وستستخدمهم للضغط على الدولة من أجل الحصول على الغذاء؟
إن الغذاء والتموين يمكن أن لا يكونا السبب في إطالة هذا الأمر، فهذه الإطالة ما هي إلا عملية ابتزاز يخضع لها كل من أهل العسكريين المخطوفين والدولة اللبنانية. كذلك فإن الضجة الإعلامية الكبيرة حول مصير المخطوفين هي من الأسباب الأساسية لاستمرار حملة الابتزاز هذه، التي تخرج عن قواعد الأخلاق والدين. فالشرفاء لا يمكن إطلاقاً أن يلجأوا إلى هذا الأسلوب والتصرف. وأعتقد اليوم أنه على الدولة والجيش إعادة تقييم موضوع العسكريين الأسرى واستعمال الأوراق الفورية التي يملكها الجيش والدولة.
- يحكى أن الحكومة اللبنانية قد تقوم بإطلاق سراح إسلاميين محتجزين في السجون اللبنانية لمبادلتهم بالعسكريين المحتجزين، وهل من الممكن خرق القانون في مثل هذه الحالات؟
أنا شخصياً أرى أنه من الخطأ إطلاق سراح الإسلاميين المحتجزين في السجون اللبنانية بل يجب إيجاد حل آخر موازٍ لهذا الخيار، ولا أعتقد أن مجلس الوزراء يمكن أن يتفق مجتمعاً على مثل هذا الموضوع، فإطلاق سراح هؤلاء المحتجزين لن يكون سوى دافع لخلق مزيد من الإرهابيين في الداخل اللبناني.