واشنطن - أ ف ب:
أعلن وزير العدل الأميركي أريك هولدر أول أمس الأربعاء فتح تحقيق فدرالي حول انتهاك الحقوق المدنية في قضية مقتل رجل أسود على أيدي شرطي أبيض في نيويورك الصيف الماضي، وذلك إثر قرار هيئة محلفين عدم ملاحقة الشرطي. وقال هولدر للصحافيين إن «مدعينا العامين سيجرون تحقيقاً مستقلاً ومعمقاً ونزيهاً وسريعاً»، وذلك إثر قرار هيئة محلفين عدم ملاحقة الشرطي في قرار يأتي بعد بعد عشرة أيام من قرار هيئة محلفين أخرى بعدم ملاحقة شرطي أبيض قتل فتى أسود في فيرغسون (ميزوري، وسط) في آب/أغسطس. وأضاف «لقد شاهدنا جميعاً شريط الفيديو الذي يظهر اعتقال أريك غارنر. إن وفاته هي بالطبع مأساة». وتابع «أعلم أن عدداً كبيراً من الأشخاص في نيويورك وسائر أنحاء البلاد سيخيب أملهم من قرار هيئة محلفي الولاية اليوم»، مطالباً المتظاهرين بـ»البقاء هادئين». وأضاف «أما وقد انتهى التحقيق المحلي فأنا هنا لكي أعلن لكم أن وزارة العدل ستجري تحقيقاً فدرالياً حول الحقوق المدنية بعد موت أريك غارنر». وأكد الوزير أن «هذه ليست قضية خاصة بنيويورك أو قضية خاصة بفيرغسون»، مؤكداً أن من تظاهر سلمياً في سائر أنحاء البلاد لم يخطئ. واعتقلت قوات الأمن العديد من الأشخاص مساء الأربعاء في نيويورك خلال تظاهرة احتجاجية على قرار هيئة المحلفين التي قررت عدم توجيه الاتهام للشرطي الأبيض المسؤول عن مقتل أريك غارنر الصيف الماضي في نيويورك. وكان أريك غارنر (43 عاماً) الذي اشتبهت الشرطة في بيعه سجائر بطريقة غير قانونية، حاول لفترة قصيرة مقاومة عناصر أمن طرحوه أرضاً في ستاتن ايلند، إحدى دوائر نيويورك، في تموز/يوليو الماضي. وفي شريط فيدو لأحد الهواة يظهر أحد الشرطيين دانييل بانتاليو وهو يمسكه من رقبته لطرحه أرضاً في حين كان القتيل، وهو أب لستة أطفال يعاني من السمنة والربو، يكرر مراراً «لا أستطيع التنفس» وذلك قبل أن يفقد الوعي. وأعلنت وفاته بعد نقله الى المستشفى. وقال الطبيب الشرعي في نيويورك إن هناك عملية قتل. ويأتي قرار هيئة المحلفين في نيويورك ذلك بعد عشرة أيام من قرار هيئة محلفين أخرى في ميزوري بعدم ملاحقة شرطي أبيض قتل فتى أسود في فرغسون في آب/أغسطس. في غضون ذلك احتشد آلاف المتظاهرين مساء الأربعاء في العديد من أحياء نيويورك بينما أوقف قرابة ثلاثين شخصاً إثر قرار هيئة محلفين عدم توجيه اتهام الى شرطي أبيض في مقتل رجل أسود. ويأتي القرار بعد عشرة أيم فقط على صدور قرار مماثل في فرغسون (ولاية ميزوري) أدى الى اضطرابات وأعمال شغب وحمل على نشر أعداد كبيرة من عناصر الشرطة في نيويورك لتفادي وقوع حوادث. وأعلن وزير العدل أريك هولدر على الفور مساء الأربعاء فتح تحقيق فدرالي حول انتهاك الحقوق المدنية للضحية أريك غارنر. وتوجه عدد كبير من المتظاهرين الى برودواي وساحة تايمز سكوير حيث كان عدد الحشد يقارب خمسة آلاف شخص بحلول المساء، بحسب صحيفة «واشنطن بوست». وأضافت الصحيفة أن سائقي السيارات العالقين بسبب التظاهرات أطلقوا أبواقهم تعبيراً عن دعمهم للتحرك. وردد المتظاهرون «لا عدالة لا سلام»، وهو شعار المتظاهرين في فرغسون، ورفعوا لافتات كتب عليها «فرغسون موجودة في كل مكان» و»وحشية الشرطة وجرائم القتل يجب أن تتوقف» و»حياة السود لها حساب». وتجمع مئات المتظاهرين بالقرب من مركز روكفيلر وأوقف البعض عندما حاولوا الجلوس على الرصيف، حسبما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.