تعقد في الدوحة يومي التاسع والعاشر من هذا الشهر القمة الخليجية «العادية» اسماً «الاستثنائية» موضوعاً وأهميةً، والتي تخطف الأنظار لتحدد مسيرة التعاون التي لا تخلو من تحديات جدية، لم نتعود منذ تأسس هذا الكيان أن نسمع بياناً ختامياً فيه رائحة خلاف، ربما هذا يميز القمم الخليجية، وكذلك لم نتعود أن يتضمن البيان الختامي قرارات مصيرية، تتعلق بالوحدة السياسية والاقتصادية دون تعويم أو لغة رمادية.
الفرصة متوفرة في الدوحة لينفض الخليج غبار السنوات الماضية، وأن يلتفت بلا مجاملة إلى الواقع السياسي والاقتصادي، وأن يعزز الثقة البينية، وأن يخرج بقرارات لا توصف بأي حال من الأحوال بالكسولة أو الخجولة أو ذلك النوع السيء من القرارات التي توصف بالميتة قبل أن تكتب في البيان لا قبل إعلانها أو تناقلها.
هذه القمة لها أهمية خاصة، كونها تبني على أساس صلب وهو ما تم من مصالحة ومصارحة خليجية برعاية حكيم العرب خادم الحرمين الشريفين، بعد أشهر حبس الخليج فيها أنفاسه، نظراً للتباين بين ثلاثة دول مهمة ودولة قطر الشقيقة، وانتهت الأمور بمصالحة تاريخية في بيت عبدالله بن عبدالعزيز، بيت الوفاق والتآخي، وتبعها زيارة هامة للشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي إلى الدوحة، وكانت تحمل رسالة تأكيد الثقة بالشقيق القطري الغالي، الذي حرص أشقاؤه على أن يجمعهم هو في دوحتهم وأن يرعى بنفسه مقرراتهم ومشاوراتهم، ليعرف أهميته لديهم، وثقتهم به ووقوفهم إلى جانبه.
قمة الدوحة ستكون مهمة أيضاً في الشأن العسكري، وهناك حديث عن قيادة عسكرية موحدة سيكون مقرها العاصمة السعودية الرياض، وهذا يعطي مدلولات هامة خصوصاً في هذا التوقيت بالغ الحساسية، وفي ظل الحرب العسكرية الجوية على تنظيم داعش، وهناك موضوعات سياسية تحتاج إلى حسم في المواقف، خصوصاً ما يتعلق بمصر، والعراق وسوريا واليمن، والوضع اللبناني التائه بين القوى السياسية، والمحادثات النووية الإيرانية، إضافة إلى كل ما يتعلق بالأمن الإقليمي.
وتبقى علاقة المجلس مع مصر نقطة مهمة بين كل النقاط المهمة الأخرى، والسؤال يبقى.. هل ستكون علاقة قطر مع مصر وفق الإطار الخليجي؟.. وهل من الممكن أن يكون الرئيس المصري ضيفاً على قمة الدوحة.. لتكتمل المصالحة وليشعر المصريون بالاطمئنان وليستمعوا من القطريين مباشرة؟.