طالعت في عدد صحيفة الجزيرة رقم 15397 نبأ تدشين برج العيادات الخارجية الجديد في مدينة الملك فهد الطبية التي تعد أكبر مدينة طبية متكاملة من حيث المساحة في الشرق الأوسط، والاحتفاء بالذكرى العاشرة لتشغيلها، وتخريج عدد من خرّيجيها في تخصّصات طبية وإدارية وبرامج فنية متخصصة.
ومنذ تجربة راقية لي في هذا المكان كللت بالشفاء ولله الحمد وأنا أتابع أخبارها فهذا الصرح الطبي الذي نتشرف به جميعاً أعلن -مؤخرا- عن سعيه لرفع عدد زيارات المرضى خلال السنة الواحدة لتصل إلى نحو مليون زيارة، باستكمال مبنى العيادات الخارجية الذي تم تدشينه. ومدينة الملك فهد الطبية مدينة تخصصية تعالج الأمراض المستعصية والحالات الصعبة، أما الحالات العادية فيجب أن تتوجه للمستشفيات العامة والمراكز الصحية. وتخدم المدينة عموم مناطق المملكة وليس الرياض فقط، ولعل الجوائز التي حققتها المدينة تضعها في ريادة المدن الطبية بالشرق الأوسط، الأمر الذي تؤكده إطلالة يسيرة على المدينة التي تضم عددا من المراكز الطبية المتخصصة، مثل مركز «البروتون» الذي يمثل مشروعاً وطنياً استباقياً لنقل التقنية الطبية المتقدمة، والمركز السعودي للعلاج بالجسيمات وهو أول مركز لعلاج السرطان بتقنية البروتون في الشرق الأوسط ويمثل نقلة نوعية في علاج الأورام كما أنها هذه التقنية المستخدمة هي الأحدث عالمياً.
ومن المزايا الفريدة لهذا المكان خلوه من أي ممارس صحي يحمل شهادة وهمية أو مزورة، في ظل وجود لجنة لتصنيف الممارسين الصحيين، جزء من عملها التحقق من الشهادات والرخص الطبية لكل المتقدمين على وظائفها.
فضلاً عن أن المدينة تضم مستشفى التأهيل الطبي، الحاصل على اعتراف (كارف) الدولي مرتين كمركز وحيد على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كما تفوق النتائج المتحققة في المركز نتائج مراكز عالمية.
ومن التجارب والحلول المبتكرة والفريدة في مدينة الملك فهد الطبية تجربة صندوق الإيرادات المالية الذاتية في المدينة، وهي أحد البرامج الواعدة التي تتبنى مفاهيم الاستثمار في القطاع الصحي وتؤسس لعدد من المشروعات من خلال أفكار نوعية في ظل الاستقلالية الاعتبارية والمالية عن الميزانية العامة.. وهو ما يجعله أكثر قدرة على تجاوز الإشكالات النمطية التي تعوق الوصول إلى المنتج النهائي لمشروعاته أياً كان مجالها، تقوم رؤية الصندوق على أن يكون عاملا أساسيا للإيرادات المالية الذاتية، في تطوير المدينة، وأن يصل حجم الصندوق خلال سنوات ثلاث إلى قيمة توازي 10 في المائة من ميزانية المدينة الطبية، وإلى 30 في المائة في السنوات الثلاث التي تليها.
وكان من نتائج هذا المشروع إقامة عدد من المؤتمرات والأنشطة التثقيفية والاجتماعية للمرضى والموظفين، إضافة إلى التوسع في الخدمات التي تستهدف المرضى بشكل مباشر مثل الإعانات أو التذاكر أو السكن وتوفير متطلباتهم الضرورية، من أهم الإنجازات التي تحققت للصندوق أيضا نجاحه في مساعدة المدينة على توسيع نطاق المرضى المستفيدين منها، وذلك بتمكين خروج بعض المرضى المنومين، إما إلى رعاية منزلية أو لتلقي العلاج في أماكن تواجدهم من خلال توفير الإمكانات المطلوبة من الأجهزة والكراسي وغيرها.
ولكم كانت سعادتي غامرة وأنا أطالع خبر تحقق مشروع المبنى الجديد الذي لا شك في أنه سيعين المدينة على فتح أبوابها لمزيد ممن ينتظرون الحصول على خدماتها المميزة.
وائلة المسعود - الرياض