أداء لافت للهيئة العامة للغذاء والدواء نلمسه جميعاً في السنوات الأخيرة، ويقظة مطلوبة من هذه الجهة الحكومية التي نعول عليها كثيرا في ضبط محاولات الخداع والضرر الذي يلحق بالمستهلكين ممن تجردوا من أخلاقهم.
وقد قرأت في صحيفة الجزيرة مؤخرا عن مشاركة الهيئة في المؤتمر الدولي للإعلام والإشاعة الذي تنظمه جامعة الملك خالد تحت شعار «المخاطر المجتمعية وسبل المواجهة» وإن مشاركة الهيئة في مثل هذه الفعاليات لازمة، لطرح مرئيتها في مثل هذه الملتقيات حتى تتلقى الدعم العلمي والفكري والأكاديمي اللازم بتكامل الجهود البحثية بينها وبين جامعاتنا.
ولعلها ليست السابقة الأولى للهيئة في الاحتكام إلى المعايير العلمية والأخذ بها، في ظل استفادتها من التجارب الدولية لتنظيم المهام الرقابية ووضع المواصفات القياسية.
إن كثيرا من المشروعات التي بدأت الهيئة العمل بها قبل أعوام تؤتي ثمارها اليوم مثل مشروع برنامج تطوير الرقابة على الغذاء المستورد بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتعاون الفني GTZ الهادف إلى تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في هذا المجال، ومشروع مركز رصد الأمراض المنقولة بالغذاء والوقاية منها ويضطلع هذا المركز برصد حوادث التسمم والعدوى الغذائية، والبرامج الوقائية من العدوى الغذائية والتسمم، ومشروع المركز الوطني لمراقبة ورصد الملوثات في الغذاء ويهدف لتقييم مدى سلامة الأغذية المتداولة في السوق المحلية ورصد الملوثات بالغذاء المستورد والمنتج محلياً وتجهيز أربعة مختبرات تخصصية، ومشروع إنشاء مختبر تقييم سلامة مواد التعبئة والتغليف للغذاء للتحقق من سلامة مواد التعبئة والتغليف للغذاء، ومشروع مركز متابعة بلاغات الغذاء نظراً لأن المملكة تستورد الغذاء من نحو 150 دولة فقد افترضت الهيئة أن أي مشكلة عالمية في هذا المجال قد تنتهي في المملكة، لذا أنشأت الهيئة مشروع مركز متابعة بلاغات الغذاء الذي يطبق نظاماً متكاملاً لإدارة البلاغات المتعلقة بسلامة الغذاء على مدار 24 ساعة.
ومن أبرز أهداف المركز اتخاذ الإجراءات المناسبة حيال تلك البلاغات إما بمنع المنتج من دخول المملكة وإما توعية المستهلك وسحبه من الأسواق، ومشروع قواعد بيانات مصانع ومستودعات الأغذية ويضم قاعدة بيانات عن المصانع ومستودعات الأغذية وتحديد فروعها، ومشروع برنامج التوعية المستمر لسلامة الأغذية لتوعية المجتمع بالممارسات السليمة لتداول الغذاء ويوفر له معلومات تتعلق بالأغذية المفيدة والتحذير من الأغذية الضارة ويقدم الدعم الفني غير المباشر في مصانع الأغذية ومحلات تداولها.
ونتيجة هذه المشروعات وهذا الجهد ما تصدره الهيئة بين الحين والحين من تحذيرات متتالية من منتجات خطرة على الصحة العامة، في ظل حالة من اليقظة نحن في أمس الحاجة إليها أمام هذه الهجمة الشرسة من فاقدي الضمير بمنتجاتهم المغشوشة على أسواقنا.
موزا الناصر - كيميائية