إذا تأخرنا في فتح ملف الرئاسة العامة لرعاية الشباب فإننا نتراخى ونتهاون مع مقدرات الدولة, أوكأننا ننشئ قطاعات هدم لا بناء, فمن خلال ملاحظات أعضاء مجلس الشورى الأسبوع الماضي وكشفهم عن قضايا عدة وتجاوزات وترسيخ أخلاقيات بغيضة تتلخص في قضايا:
مالية.
إدارية.
أخلاقية.
وطنية.
يحمل الأجهزة الرقابة مسؤولية التعجل والمسارعة لفتح ملف رعاية الشباب.
المالية: كشف أعضاء مجلس الشورى عن أموال (ملايين) صرفت خارج الميزانية في ميزانية سنة مالية واحدة, والسؤال ما هو مصير الميزانيات السابقة؟, فقبل أشهر أعطى الملك عبدالله- يحفظه الله- أوامره لإنشاء (11) أستادا رياضيا على غرار أستاد الجوهرة في جدة، وخصصت لها وزارة المالية مليارات الريالات,كان يفترض أن تنهي رعاية الشباب ملاعب المناطق قبل ربع قرن من الزمن وتنفذ الآن مشروعات ملاعب المحافظات باعتبارها بنية تحتية للرياضة وليس لكرة القدم فقط, فسجل التعمير ومشروعات البنية التحتية بدأت من الطفرة الأولى عام 1395هـ/1975م انتظرت رعاية الشباب حوالي (40) سنة حتى يتدخل الملك عبدالله ويأمر بوقت واحد بناء (11) أستادا رياضيا وهذا يكشف حال ميزانيات الرعاية وكيف هي مصارفها المالية لأكثر من (40) سنة والفشل والإحباط الذي تعرضت له منتخباتنا طوال هذه السنين.
الإدارية: تعتقد رعاية الشباب, بل هي ثقافة وسلوك إداري أن تغذيتها إداريا لا تتم إلا من خلال الأندية بأن يكون المسؤول في أعلى الهرم أو التنفيذيين من الوكلاء ومن مديري العموم وإدارات الأقسام لا بد أن يكون من اللاعبين السابقين أو حكم أو عضو شرف في إدارات الأندية أو مشجعا مشهورا, إدارات رعاية الشباب تخصصية وبيروقراطية ومهنية: الإدارة والمحاسبة والمالية والتخطيط والهندسية والقانونية والطب والتسويق واللغات، لذا لا بد أن يكون المسؤول متخصصا، فرعاية الشباب تحتاج إلى مهندسين للتنفيذ والإشراف على مشروعاتها، وإلى أطباء للإشراف على الجانب الصحي للرياضة واللاعبين, وإلى القانونيين لتوفير حماية قانونية للعقود والاتفاقيات واللوائح والنظم وحفظ الحقوق لكل الرياضيين، وتحتاج إلى متخصصين وممارسين في الإدارة والتخطيط والمحاسبة والتسويق واللغات، وهذه المهن التخصصية لا تستطيع الاستشارات واللجان والتعاون أن تغطيها لأنها من أساس عمل وكالات الرعاية، وهي بناء أصيل في هيكلها التنظيمي والتخطيطي، ومكون حقيقي لإدارات الرئاسة. (يتبع)