رفع المشاركون في ندوة (طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول) برقية شكرٍ إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وإلى سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وإلى سمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، لدعمهم المتواصل في سبيل خدمة القرآن الكريم وعلومه وطباعته ونشره وترجمة معانيه، وتوجهوا بوافر الشكر الجزيل والتقدير العميق إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز على موافقته على عقد هذه الندوة برعايته الكريمة ودعمه للمجمع ومتابعة إنجازاته.
وعبّروا عن شكرهم لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة على تفضله بافتتاح هذه الندوة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، كما شكروا معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ على متابعته أعمال الندوة ودعمه المتواصل لها.
جاء ذلك في البيان الختامي والتوصيات التي أصدرها المشاركون في الندوة بعد ختام أعمالها أمس الخميس الخامس من شهر صفر الجاري للعام 1436هـ في مدينة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.
وفيما يلي نص البيان الختامي والتوصيات للندوة الذي قرأه سعادة الأمين العام لمجمع الملك فهد رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الدكتور محمد سالم شديد العوفي في حفل ختام الندوة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فبعون الله وتوفيقه، تم انعقادُ ندوةِ طباعةِ القرآنِ الكريمِ ونشرهِ بين الواقع والمأمول في رحاب مجمعِ الملك فهدٍ لطباعة المصحف الشريف في الفترة من 3-5 صفر 1436هـ الموافق 25-27 نوفمبر 2014م، وذلك برعاية كريمة من خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيزِ حفظه الله، وشارك فيها نخبةٌ من رجال العلم والباحثين والمهتمين بطباعة المصحف الشريف ونشرهِ، وقدموا لها بحوثاً ودراساتٍ أثْرَتْ موضوعَها.. وقد صاحب الندوةَ مَعرِضٌ اطلع من خلاله الزائرون على مصاحف مطبوعةٍ نادرةٍ منذ أن عُرفت الطباعةُ حتى وقتِنا الحاضر.
وقد انتظمت موضوعاتُ الندوةِ على خمسةِ محاور، فكان المحورُ الأول عن تاريخ طباعة القرآن الكريم، وكان المحور الثاني عن الجوانب العلمية في طباعة القرآن الكريم أما المحورُ الثالثُ فكان عن الطرق الفنية في طباعة القرآن الكريم ونشره، ودارت موضوعاتُ المحورِ الرابعِ حول الوسائل التِقنيةِ في نشر القرآن الكريم، أما المحورُ الخامسُ فكان عن جهود مجمع الملك فهد في طباعة القرآن الكريم ونشرهِ.
وعلى مدى أيام الندوةِ الثلاثةِ تابع الباحثون المشاركون، والحضورُ من المتخصصين والمتخصصات من ذوي العلم والمعرفة ما أُلقي في جلسات الندوة من بحوث ودراسات وما تلا ذلك من مداخلات بناءةٍ، ومناقشات مثمرة ومقترحات صائبة، وقد نجم من ذلك التوصياتُ التالية:
أولاً: يتقدمُ المشاركون في الندوة ولجانِها بالشكر الجزيل لحكومة المملكة العربية السعودية؛ لما تولِيه من عنايةٍ واهتمامٍ ورعايةٍ للمجمع، وتهيئةِ ما يُعينُ هذا الصرحَ المباركَ للنهوض برسالته المنوطة به في إعداد المصاحفِ وطباعتها ونشرِها رقْمياً.
ثانياً: تُشيد الندوةُ بجهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية في خدمة القرآن الكريم وعلومه.. ومن هذه الجهود المباركةِ الإشرافُ على هذا الصرحِ العظيمِ: مجمعِ الملك فهد لطباعةِ المصحفِ الشريف ودعمِه بالإمكانات العلميةِ والفنيةِ والتِقنيةِ اللازمة.
ثالثاً: يرى المشاركون في الندوة وجوبَ الالتزامِ بالرسم العثماني عند طباعة المصحف الشريف ونشرهِ.
رابعاً: يُوصي المشاركون في الندوة بالحرص التام على خُلوِّ المصاحف من أي خطأ طباعي مهما كان، صغيراً أو كبيراً، وأن تخرج بحُلة قشيبةٍ تَليقُ بكتاب الله عز وجل.
خامساً: توصي الندوةُ بدعوةِ مؤسسات نشر المصحف في العالم الإسلامي إلى مدّ جسور التواصل بينها وبين المجمع؛ وذلك للاستفادة من تَجْرِبته الرائدةِ.
سادساً: يدعو المشاركون إلى تعاون مؤسساتِ طباعةِ المصحف في العالم بعضِها مع بعضٍ للإفادة من تجارِبها التراكميةِ وخِبْراتِها المتوافرة.
سابعاً: يؤكد المشاركون في الندوة أهميةَ متابعةِ المجمعِ طباعتَه للمصاحف الكريمة بالروايات العشرين والإشادِة بالطبَعات المتقنة لما صدر منها.
ثامناً: يرى المشاركون في الندوة أهميةَ عقد لقاءاتٍ علميةٍ متعددةٍ بين لجان مراجعة المصاحف في العالم الإسلامي لبحث القضايا والمسائلِ والمستجداتِ ذاتِ الاهتمامِ المشترك، وإيجادِ أمانةٍ لهذه اللجان تنسقُ، وتتابع توصياتِها.
تاسعاً: تؤكد الندوةُ على الجهات المعنية بتكليف جهات علمية متخصصة للإشراف على طباعة القرآن الكريم وعدم السماح بأي طَبَعات فيها أخطاءٌ، أو تكونُ غيرَ لائقةٍ بكتاب الله، ومنعِها من التداول، وأن تُصادرَ مباشرةً.
عاشراً: يُوصي المشاركون بالندوة بأهميةِ تنظيم معارضَ دوْليةٍ لإصدارات القرآن الكريم الورقيةِ والإلكترونية، تشتمل على مصاحف رواياتِ القراءات القرآنية وما ظهر من طبعاتٍ للمصحف الشريف منذ بواكيرِ الطباعة، وبرنامجِ النشر الحاسوبي وتطبيقاتِ المصحف الشريف.
حادي عشر: يوصي المشاركون في الندوة بأهمية ما أصدره المجمعُ في لغة الإشارة للصم والبكم، وأهميةِ الإفادة من الإشارةِ العربية الموحدة، والعملِ على إيجاد إشارات واضحة للمصطلحات الشرعية ولا سيما العقيدةِ.. ويحض المشاركون المجمع على استكمال ما بدأه من هذه الخدمةِ المتميزةِ، مع تقدير الجهود المبذولة في هذا الشأن.
ثاني عشر: تحث الندوةُ الجهاتِ التي تُعنى بطبع القرآن الكريم ونشرهِ بألا تُشغِلَ قارئَ القرآنِ الكريم عن تدبره، وذلك بالمبالغة في الأشكال المصاحِبة لإخراج نصِ القرآن الكريم من حيثُ الألوانُ والزخارفُ والخطوطُ وغيرُ ذلك.
ثالث عشر: توصي الندوةُ بتوجيه طلبة الدراسات العليا إلى إجراء دراساتٍ تاريخيةٍ موثقةٍ عن طباعة القرآن الكريم في الغرب؛ لمعرفة دوافِعها ومدى سلامةِ النص القرآني فيها.
رابع عشر: يرى المشاركون في الندوة أهميةَ إعدادِ مصنفٍ علمي موثق عن تاريخ طباعةِ المصحف الشريف في العالم.
خامس عشر: يرى المشاركون في الندوة أن وسائل التقنية المعاصرة في تعليم القرآن الكريم مُعِينةٌ ومقرِبةٌ للنطق الصحيح، ولكنها لا تُغني عن التلقي المباشر من المعلم المؤهل.
سادس عشر: يرى المشاركون في الندوة أهميةَ توظيفِ تِقنية المعلومات في خدمة القرآن الكريم، لإنتاج مصاحفَ رَقْمية ذات كفاءةٍ عالية، وتطبيقاتٍ مصحفيةٍ متوافقة مع أنظمة التشغيلِ المتعددة.
سابع عشر: يرى المشاركون في الندوة أهميةَ صياغةِ خِطَّةٍ محكمةٍ لنشر القرآن الكريم على الأجهزة الذكية والحواسيب الكفية والشبكة العنكبوتية، يُراعَى فيها ما يخدِمُ ذوي الاحتياجات الخاصة، والإفادةُ في ذلك من مخرجات المجمع.
ثامن عشر: يوصي المشاركون في الندوة بضرورةِ استخدام برامجِ النشر الحاسوبي والتطبيقاتِ المصحفيةِ المعتمدة من جهات موثوقةٍ، وبالحذر من المخرجات الصادرة من مؤسساتٍ غيرِ مؤهلة.
تاسع عشر: يوصي المشاركون في الندوة بصياغة ميثاقٍ يُتفق عليه، تقوم عليه مرجعيةٌ علميةٌ موثوقةٌ يتضمن ضوابطَ النشر الإلكتروني بجميع حقوله، مع بيان المحاذير المترتبة على الإخلال بها.. وعلى شركات النشر الرقْمي أن تحوزَ منتجاتُها على مصادقةِ المرجعية.
عشرون: تشيد الندوةُ بما قام به مجمعُ الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من إتاحة نسخة رقْمية عاليةِ الدقةِ برواية حفصٍ عن عاصم، على موقعه على الشبكةِ العالميةِ، ليُفادَ منها في التطبيقات الحاسوبية والبرامجِ التعليمية والمواقعِ الإلكترونية.. وتحث الندوةُ المجمعَ على مواصلة إعداد نسخٍ رقْمية لباقي الروايات العشرين.
واحد وعشرون: يفوّض المشاركون في الندوة معاليَ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرفِ العام على المجمع الشيخِ صالحِ بنِ عبد العزيزِ بنِ محمد آل الشيخ برفع برقيةِ شكرٍ إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وإلى سموِ ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمانَ بن عبد العزيز، وإلى سمو وليِّ وليِّ العهد صاحبِ السمو الملكي الأميرِ مقرن بنِ عبد العزيز؛ لدعمهم المتواصلِ في سبيل خدمةِ القرآن الكريم وعلومهِ وطباعتهِ ونشره وترجمةِ معانيه.
وفي الختام يتوجه المشاركون في الندوة بوافر الشكر الجزيل والتقدير العميق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على موافقته على عقد هذه الندوةِ برعايته الكريمة ودعمهِ للمجمع ومتابعةِ إنجازاته، كما يتوجهون بالشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة على تفضله بافتتاح هذه الندوة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، كما يتوجه المشاركون في الندوة بالشكر لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرفِ العامِ على مجمعِ الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة على متابعتهِ أعمالَ الندوة ودعمِه المتواصلِ لها.
كما يتوجهون بالشكر إلى الأمانة العامة للمجمع وإلى اللجنة التحضيرية وإلى اللجنة العلمية وإلى اللجان الأخرى، وإلى كل من أسهم بجهد مشكور في سبيل إنجاح هذه الندوة.
واللهَ نسأل أن ينفَع المسلمين بها وبما أثمرت عنه من توصياتٍ وأن يوفقَنا جميعاً لخدمةِ كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو سبحانَه وليُّ التوفيقِ والهادي إلى سواءِ السبيل.