الرمل الذائب
من فرط سكونه
يمنح الحياة
بعد مطر همى
ليل البارحة..
للرائحة البكر
فرصة أن تتكون،
وللغضاة الوارفة
أن تنفح العابرين
جذل شميمها العَطِرْ.
****
المطر وإن غمر
(خابية الرمل)
لا تأمن جانبها
أيها الراحل
في أعماق الرمل..
فهي وإن أطرقت بصمت
فثق أنها تُعدُّ مكيدة
لعابر يجهل
تضاعيف المفازة،
وعنادها المكابر.
****
لا يستر
وهج الشمس
في الفلاة
سوى صبر الراعي
على التحمل
.. فَظِلُّ جمله
قد يكون هو الملاذ
حينما تنأى
الشجيرات بظلها
عن الرعاة
في تعامد ظهيرة
مع يوم قائظ.
****
سِحَنْ الرعاة
لها هيئات عجيبة،
فلم يعد
وهج الشمس
من يلون أجساد الرعاة
والعابرين لتضاعيف الرمل،
إنما باتت الألسن - الآن -
هي ما تستطيع
من خلالها
أن تميز بين الغريب
عن الصحراء
والقريب منها.
****
حينما تزهر
الأمكنة،
وتضوع الورود
الربيعية بهاء
عطرها في
فلاة قفر
تأكد أن الحياة
هنا عابرة، وقد اقتربت
من نهايتها،
فما بعد ينعة الأزهار
إلا ذبولها المحتمل.