القاص أحمد العليو صدر له عن النادي الأدبي بالباحة ومؤسسة الانتشار العربي مجموعة قصصية بعنوان: (معترك الذكريات) يقول في إحدى قصصها: يوقف أبو خالد سيارته (الونيت) ذي الغمارتين في طرف الشارع النائم في حضن الظهيرة والمجاور لسوق القيصرية وقد أعيد تعبيده وجمل طرفاه وصبغ وجهه بالخطوط البيضاء كما زينت شوارع المدينة بعد أن ضخت الملايين في جوفها حتى غدت عروساً تبهر من يتوغل بجوارها، حركة الشارع هدأت بارتفاع صوت المؤذن لصلاة الظهر، فأغلق أصحاب السوق محلاتهم وذهبوا إلى بيوتهم حتى موعد ما بعد العصر.
يغلق نوافذ سيارته المفتوحة على آخرها.
سيارته التي تصدع جانباها ظلت وفية لصاحبها، فهي إن اعتراها الوهن، وبلغت سن اليأس إلا أنها ظلت تحتمل الآلام، ولم تلفظ آخر نفس لتقذفه في قعر متاهة.