يُجمع (خبراء الأمن) حول العالم في مُعظم دراساتهم على أن (مفهوم الأمن) في أي مجتمع مُرتبط (بغياب التهديد)، و(محدودية الخوف)، وكما هو معلوم أن الجريمة قد تقع في أي مكان، ولكن (مستوى الأمن)، يتعزز متى ما تم (ضبط الجاني) وتقديمه (للعدالة) في اليوم التالي!
النجاح الكبير (لوزارة الداخلية) في كشف ملابسات الجريمة الإرهابية التي وقعت في (الدالوة) بالإحساء، عمل أمني (متقدم)، تم (بمهنية عالية)، شعر معه كل مواطن سعودي (بالفخر) والطمأنينة، عندما أجبر - بيان وزارة الداخلية - وسائل الإعلام العربية والعالمية على - الإشادة - بسرعة ضبط الجناة، وشفافية التعامل مع هذه الجريمة المُعقدة أمام (الرأي العام) السعودي، والتي كان ينتظر بعض - المحللين والمراقبين - أن تسبب هذه الجريمة الإرهابية (حساسية كبيرة) بسبب الظروف الزمانية والمكانية التي وقعت فيها، ولكن تعامل وزارة الداخلية المسؤول جداً مع الموقف، أكد احترافية الجهاز (الأمني السعودي) لصد وإبطال أي مُخططات مشبوهة، يراد تنفيذها على (أرض المملكة)!.
الدور (الأمني) نجح بامتياز في كشف ملابسات هذه الجريمة، وهو يدل على جاهزية (رجال الأمن) واستعدادهم على - مدار الساعة - لحفظ أمن المجتمع، وضبط الجناة، ولكن هل هذا لوحده يكفي؟!.
بالتأكيد - لا يكفي - فلابد أن يكون هناك (دور مُساند) لمؤسسات المجتمع المدني، يوازي (العمل الأمني) ويعززه لمحاربة - الفكر الضال - بحماية النشء من الوقوع فيه، أو التغرير بهم، وهذا دور المؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام، والخطباء والمشايخ والعلماء، والأسر، التي يجب أن تستفيد من هذا الدرس جيداً!.
نحن نخوض (معركة فكرية) لا يمكن محاربة - الفكر الضال - فيها، إلا بالفكر الصحيح (المُضاد له)، وهنا يُعوّل على هذه المؤسسات ودورها (الشيء الكثير)، وخصوصاً (الأسرة) التي يفترض أن تكون أول من يرصد (المتغيرات الفكرية) على أفرادها، وإن كان هناك حالات (فوجئت) بانخراط أبنائها في الجماعات الضالة، واعتناق الفكر المُنحرف، إلا أن الأكيد أن (الأسرة) ستبقى صمام الأمان في حماية المجتمع!.
ألا تشعر (مؤسساتنا) التعليمية والشرعية والإعلامية والمجتمعية - بالحرج - بعد نجاح وزارة الداخلية؟ لتُسرِّع من خطواتها وخططها (لمحاربة) هذا الفكر الضال؟!.
حتى يتوازى مع (الإنجازات الأمنية)، أو اللحاق بها على الأقل؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.