عجزت دورة الخليج ، من أن تخرج من «دائرة» ظلت هي هي منذ 45سنة،لم تتسع، ولم تتمدد،إلى فضاء أوسع وأكثر تنوعا أفقيا ورأسيا،يعم كامل مفاصل كرة القدم الخليجية.
فقد بقيت دورة الخليج..» دورة..مباريات» محشورة في ملعب الكرة بين المنتخبات المشاركة، تحيطها ضوضاء إعلامية ،تغذيها بأكسجين التنافس والاستمرار.
فيما يبدو أن دورة الخليج،لازالت تفتقد لـ»الفكر الخلاق» الذي يخرجها من دائرتها الضيقة التقليدية والمتوارثة.
لذا ظلت دورة الخليج بدون عمل مؤسسي ،يتمثل بمنظومة ادارية مستقلة،ذات منهج اداري قادر على أن ينتج ويطور و يجدد أهداف وغايات دورة الخليج مواكبة للمتغيرات المؤثرة في كرة القدم والمناسبات الرياضية على المستوى الإقليمي والعالمي، ويجعل من دورة الخليج وعاء منتجاً لاحتياجات الكرة الخليجية، وعوناً على تطوير العناصر المساندة للعبة، والتي ظلت معتمدة على الكوادر والخبرات الأجنبية، عاجزة على أن تجد حدا وحلا لغياب العناصر المحلية الخليجية في الاجهزة التدريبية والفنية والطبية المساعدة.
لم يعد مثل هذا الغياب الشحيح مقبولا، بعد 45عاما على انطلاق دورة الخليج!
لم يعد مقبولا، وبعد 45عاما، أن تظل كرة القدم الخليجية..خليجية _فقط_ باللاعبين..(أجنبية) في طواقمها التدريبية والفنية والعلاجية..إلى متى؟!.
إذا كانت دورة الخليج قد نجحت في تطوير مستوى الكرة الخليجية،وتكوين مدرج شغوف، وإعلام متابع،وتأسيس بنية رياضية حديثة، فإنها عجزت،على أن «تخلجن» كرة الخليج، ليس مهما او واجباً أن تكون خلجنة كاملة، إنما خلجنة نسبية، تعطي لكل كرة خليجية هوية خليجية حقيقية في طواقمها التدريبية والفنية والعلاجية.
معيب أن لا يكون ذلك.. وقد تجاوزت دورة الخليج 45 سنة!
لذا، لا مناص من اللجوء و الانحياز إلى «العلمية» منهجاً ومعياراً ووسائل عمل، وضخها لجسد كرة القدم التنظيمية والإدارية.. من أجل واقع ومستقبل كروي أكثر تطورا.. يتواجد في ملعب الكرة العالمية، للمنافسة والكسب، وليس للحضور الشرفي والهزيل.
سنبدأ الخطوة الأهم، (وإن تأخرت عقودا)..بإنشاء «أكاديمية رياضية»تنتج احتياجات الكرة الخليجية من كفاءات ادارية وفنية وتحكيمية وعلاجية..الخ..،
وكذلك بتأسيس مركز للدراسات والبحوث ينير ويعين على التعرف على حال وأحوال ومستقبليات كرتنا الخليجية بطريقة علمية تضع حداً لحقبة للعمل الارتجالي و العشوائي.. و«المخمخاتي».. الذي يفترس العمل الرياضي الخليجي، وقد طال أكثر مما نستطيع عليه.. صبر!