اندلعت اشتباكات مسلحة في وقت متأخر من ليل الأحد في منطقة «حزيز» جنوب العاصمة اليمنية صنعاء، بين المسلحين الحوثيين وآخرين، يُعتقد أنهم من عناصر تنظيم القاعدة. وقالت مصادر أمنية إن عدداً من المسلحين الذين يرجَّح أنهم من تنظيم القاعدة هاجموا نقطة تفتيش تابعة للحوثيين عند المدخل الجنوبي لمدينة صنعاء، ودارت اشتباكات بين الطرفين، نتج منها مقتل أحد المهاجمين والقبض على آخر.
من جهة أخرى، قالت جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن إن مقاتليها شنوا ليل الأحد هجوماً واسعاً ضد مواقع للحوثيين في منطقة «قيفة رداع» بمحافظة «البيضاء» جنوب شرق اليمن. وأشارت جماعة أنصار الشريعة في حساب لها على موقع التواصل الاجتماعي»تويتر» إلى أن الهجوم على مواقع الحوثيين تم بمساندة من رجال القبائل، ولم تذكر تفاصيل أخرى. وكان أربعة «حوثيين» قد قُتلوا عصر الأحد بانفجار عبوة ناسفة في سيارة تقل سبعة من المسلحين الحوثيين، في منطقة جبل «الثعالب» بمحافظة «البيضاء»، فيما تعرض ثلاثة آخرون لإصابات مختلفة؛ نُقلوا إثرها إلى المستشفى للعلاج.
من جهة أخرى، أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مرسوماً رئاسياً بتعيين محافظ تعز السابق حمود خالد الصومي رئيساً للجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات)، خلفاً للواء جلال الرويشان الذي عُيّن وزيراً للداخلية. وهي المرة الأولى التي تتولى فيها شخصية غير عسكرية منصب رئيس الجهاز. من جهة أخرى، قال حمزة الحوثي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي أمس الاثنين إن دمج الحوثيين في الجيش هو استحقاق لمخرجات الحوار الوطني، وتحديداً «مخرجات قضية صعدة». وأوضح الحوثي لوكالة الأنباء الألمانية أن هذا القرار يأتي لمعالجة الإقصاء الذي لحق بالحوثيين خلال الفترة الماضية، مضيفاً: «من حقنا أن نكون جزءا في المؤسسات العسكرية، وهذا سيحقق بشكل فعلي الشراكة الوطنية التي يسعى إليها الجميع». وقال إنه لم يتم تحديد أعداد الحوثيين الذين سيلتحقون بالمؤسسات العسكرية، مشيراً إلى أن هناك مفاوضات بخصوص ذلك. وكان وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي قد قال أمس الأول الأحد إن الوزارة تعمل على دمج المسلحين الحوثيين، الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن، بمؤسسات الجيش. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن صبيحي قوله: «ندعو شركاءنا في العمل الوطني إلى تفهم ظروف المرحلة، والتنفيذ الدقيق لاتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقه الأمني». ويعالج الملحق الأمني قضايا بسط نفوذ الدولة والعاصمة، وقضية تسليم السلاح الثقيل للدولة. وينص الملحق الأمني أيضاً على رفع مظاهر السلاح والمخيمات من العاصمة ومداخلها، إضافة إلى تنفيذ توصيات نتائج الحوار الوطني المتعلقة بنزع السلاح من جميع الأطراف، وانسحاب الحوثيين من المناطق التي يسيطرون عليها. وقال الحوثي إنه تم الاتفاق في محافظات يمنية عدة على رفع المظاهر المسلحة، من ضمنها الجوف وعمران، وهناك مفاوضات مستمرة في مدينة مأرب في الوقت الراهن. وتابع: «أما بخصوص العاصمة صنعاء فالأمر مرهون بسرعة البت في استيعاب الحوثيين في المؤسسات العسكرية، وبالنسبة للمظاهر المسلحة في مدينة البيضاء وسط اليمن فهي أتت بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية لمواجهة عناصر القاعدة، وسنرفعها في الوقت الذي تستطيع فيه الأجهزة الأمنية مواجهة تلك العناصر بمفردها».