خسر الهلال حلم الآسيوية في الزمان والمكان غير المناسبين، وفي ظروف فنية وإدارية ونفسية ومعنوية تؤهله لإحراز البطولة، وقدم خلالها ما يشفع له بذلك، باستثناء عدم إدراك أو بالأصح تجاهل أنّ المنافس ويسترن سيدني لم يبلغ المباراة النهائية، إلا لأن لديه عوامل ساعدته على الوصول إليها، أبرزها وأهمها وهو ما ذكرته الأسبوع الماضي أنه منظم ومنضبط تكتيكياً بفضل مدرب يلعب باحترام لخصومه وبواقعية، إضافة إلى حقيقة انه استفاد ذهاباً وإياباً من أخطاء الحكمين الإيراني علي رضا والياباني نشيمورا..
رأينا كيف خسر الهلال رغم الأفضلية الواضحة وعشرات الفرص المهدرة أمام المرمى لأن مدربه لم يحسن التعامل مع طريقة أداء وتكتل فريق سيدني، وكذلك إصراره على مشاركة نيفيز الغائب تماماً في سائر المباريات الأخيرة والعاجز عن تقديم القليل من إمكاناته الهائلة التي كان عليها الموسم الماضي، زد على ذلك غياب التركيز في صناعة وتسجيل الأهداف لدى عدد من اللاعبين..
عموماً الهلال كان الأحق والأجدر والأفضل، والدليل على ذلك ردود أفعال جماهيره بعد لقاء الرياض، والتي أجمعت على أن الجميع الإدارة والمدرب واللاعبون لم يقصروا، والحظ العاثر فقط هو من وقف عنيداً في وجه تفوقه وتألقه في الذهاب هناك في سيدني قبل الإياب هنا في الرياض على أرضه وبين جماهيره..
الكثير يتساءلون وماذا بعد؟ هل ستؤثر الخسارة على أداء وعطاء وحظوظ الفريق في المسابقات المحلية؟ ما هي الخطوات المطلوب من الإدارة القيام بها؟
جاءت فترة التوقف الطويلة المقبلة لتمنح أجهزة الفريق الإدارية والفنية فرصة احتواء أجواء وآثار الخسارة، ولإعادة ترتيب أوراقه والإلمام بنقاط قوّته وضعفه بطريقة منطقية بعيدة عن الضغوط والانفعالات العاطفية، وفي تقديري ان الفريق لا ينقصه سوى الاستعانة بمهاجم أجنبي هداف يتوج تفوق الفريق ويخفف الضغط الواضح والمؤثر على ناصر الشمراني، وهو ما كنا نقوله ونردده بعد ان اصبح الشمراني وحيداً في ظل تراجع وتدهور مستوى ياسر القحطاني، وان وجود الهداف الأجنبي مطلب مهم وضروري، وخصوصاً في معترك الآسيوية..
التعصب بقلة الأدب!
كنا نتذمر من التعصب في حدوده وإفرازاته المعروفة، ووقتها كان يقتصر على حب وتشجيع النادي الواحد، أما اليوم فنحن أمام تعصب من نوع آخر، تطور وتفاقم حتى بلغ حد إيذاء المنافس والحقد عليه وتكريس الكراهية والضغينة والعدوانية..
من حقك ان تفرح وتحتفل وتبتهج لفوز فريقك، أو حتى خسارة منافسك حين يكون نداً ومزاحماً لك، لكن ان يتحول الإعلاميون والمسؤولون الى رعاع ومهرجين يتباهون بقلة أدبهم ويتشدقون بمفردات وثقافة كراهيتهم وأحقادهم، أو ان يفتخر الكبار والنساء والعائلة بكاملها بإقامة الولائم لأن فريق الهلال السعودي خسر أمام سيدني الأسترالي، فهذا يعني ان أمور المجتمع الواحد والوطن الواحد أخذت اتجاهاً خطيراً ومدمراً يسيء ويشوه أبسط معاني وقيم وجمال وحدتنا العظيمة..
من المؤلم ان تخسر صديقاً عزيزاً، او ان تبتذل اسمك وتهين نفسك وتفقد احترامك وآدميتك وإنسانيتك من أجل ان تزاول آفة التشفي وإيذاء مشاعر الآخر وشتمه واحتقاره ليس لأنه ارتكب عملاً مشيناً او سلوكاً خاطئاً وإنما لأن فريقه خسر، وممن؟ من فريق أسترالي، الأسوأ ان مثل هذه الأساليب باتت متداولة بكثرة وصارت بمثابة الإنجاز والعمل البطولي المحقق للشهرة والجاذب للمتابعين البسطاء والسذج، في وقت لا مكان فيه للعقلاء الشرفاء ولا أهمية للأطروحات المتزنة والهادفة..
نصيحة لوجه الله : انقذوا انفسكم قبل فوات الأوان من هذا الوباء، وطهروا عقولكم وأفكاركم وألسنتكم من قذارة مستنقع العبث وقلة الأدب..
من الآخر
- خسارة الآسيوية السابعة لن تنسي الهلاليين جهد وبذل ونجاحات وتضحيات الأمير عبد الرحمن بن مساعد، واستمراره مطلب مهم للمرحلة القادمة التي تحتاج الى حضوره وخبرته وإلمامه بما هو مفترض ان يكون محلياً وآسيوياً..
- ما زلت عند رأيي بأن ما ينقص إدارة الهلال هو وجود مشرف على الفريق قوي الشخصية وفاهم كروياً..
- لماذا اختار الاتحاد الآسيوي للنهائي الياباني نشيمورا المطرود قبل ثلاثة شهور من مونديال البرازيل بسبب فضيحة وكارثة المباراة الافتتاحية..
- أخطاء نشيمورا بحق الهلال أمام سيدني لا تندرج ضمن القرارات التقديرية وإنما المتعمدة لوضوحها وتكرارها.
- على الهلاليين إدراك أن هنالك ألعاباً كبرى تدار في المكاتب ومؤامرات تحاك خلف الكواليس، وإقامة لقاء الذهاب في ملعب ويسترن المتواضع واختيار الحكمين الإيراني والياباني جزء من اللعبة..!
- يحق لكل هلالي ولنا كرياضيين وسعوديين ان نفخر ونعتز بمؤازرة ومواقف وجمال وروعة ورقي الجماهير الهلالية..