أُعلن مؤخراً عن تحقيق المملكة للمرتبة الرابعة والثلاثين عالمياً وذلك وفق تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2014م, وذلك مقارنة بالمركز السابع والخمسين الذي تم تحقيقه في العام الماضي 2013م.
وما من شك أن تحقيق المملكة تلك القفزة التنموية لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة النجاحات الملموسة التي تحققت في العديد من القطاعات التنموية وفي مقدمتها التعليم بشقيه العام والعالي, إضافة لذلك فإن تحقيق المملكة لهذا المركز المتقدم من بين (187) دولة إنما جاء انعكاساً للأهداف التي تضمنتها الخطط التنموية والتي تميزت في تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية.
وبحكم علاقة عملي بقطاع التعليم العالي, فإنني أؤكد على الأدوار الإستراتيجية لهذا القطاع التي أسهمت في بناء التنمية البشرية والذي انعكس بدوره على تقدم المملكة للمركز (34) من بين (187) دولة لهذا العام.
ويمكن حصر إسهام قطاع التعليم العالي في العديد من المنجزات التي تحققت خلال سنوات قليلة, ومن تلك المنجزات زيادة عدد الجامعات خلال سنوات قليلة من سبع (7) جامعات إلى تسع وثلاثين جامعة, (28) حكومية و(11) أهلية, ويأتي التوسع المدروس في أعداد الجامعات بعد عهد آخذه على نفسه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس مجلس التعليم العالي بأن يوفر التعليم العالي في جميع مناطق ومحافظات المملكة, وبالفعل وعد أبو متعب -حفطه الله- وأوفى بوعده.
أيضاً من إسهامات قطاع التعليم العالي في تحقيق المرتبة الرابعة والثلاثين عالمياً وفق تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي, برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للابتعاث الخارجي, فمن خلال هذا البرنامج تم ابتعاث ما يزيد عن المائتين ألف طالب وطالبة, وقد تركز الابتعاث في هذا البرنامج على التخصصات ذات العلاقة الوثيقة بالاحتياجات التنموية للوطن, كما انحصر الابتعاث في هذا البرنامج على الجامعات العالمية المرموقة.
أيضاً من إسهامات قطاع التعليم العالي في دعم التنمية البشرية في المملكة برنامج خادم الحرمين الشريفين للمنح الداخلية, حيث وجه الملك عبدالله بدفع الرسوم الدراسية عن 50% من إجمالي عدد الدارسين في الكليات والجامعات الأهلية بالمملكة.
وما من شك أن تلك الجامعات التسع والثلاثين إضافة لبرامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والمنح الداخلية قد أسهمت جميعاً في تخريج الآلاف من الكوادر الوطنية من الشباب والفتيات الذين أسهموا بفعالية في صنع التنمية البشرية للمملكة العربية السعودية وهو ما انعكس إيجاباً على تحقيق المملكة لتلك القفزة التنموية وفق تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ختاماً, إزاء هذا الانجاز الذي حققته المملكة بالحصول على المرتبة (34), وفق تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي, فإننا لا بد أن نشير إلى أنه وبعد توفيق الله سبحانه وتعالى, فإن الفضل في ذلك يعود إلى الدعم اللا محدود الذي قدمته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في سبيل دعم التنمية البشرية, ويكفي للدلالة على ذلك أن نشير إلى أن حجم ما خُصص لقطاع التعليم العالي في الموازنة العامة للدولة لهذا العام يتجاوز ما نسبته 25% من حجم الموازنة.