تغلب لاعبو المنتخب السعودي على حالة اليتم التي تفاجأوا فيها بعدما تخلى الجميع عنهم مع انطلاقة «خليجي 22» وتفوقوا على أهم صورة من صور الخذلان التي انصدموا منها بعدما صدرت تصريحات محبطة من رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم احمد عيد بعد تعادلهم مع منتخب قطر في مباراة الافتتاح وتجاوزوا أشكال التقريع والتحطيم المعنوي والنفسي الذي وجدوه من غالبية الجمهور والإعلام السعودي واستطاع اللاعبون السعوديون بمفردهم تحمل كامل المسئولية والمضي نحو التأهل إلى نصف النهائي ومواجهة المنتخب الإماراتي!!.
حقيقة ما فعله لاعبو المنتخب السعودي خلال المباريات الثلاث الماضية من تخطي الضغوط النفسية الكبيرة عليهم وتجاوز الشعور الداخلي بتخلي الوسط الرياضي عنهم يحسب لهم ويشكرون عليه لأنهم أثبتوا معدن اللاعب السعودي الأصيل الذي يظهر في أوقات الشدائد ويبان في المواقف الصعبة ولديه الاستعداد في تجاوز كل الضغوطات واجتياز كل العقبات التي أمامه في سبيل الوصول للهدف المنشود وهو تحقيق البطولات!!.. اليوم يواجه منتخبنا منتخب الإمارات بطل النسخة الماضية في دور نصف النهائي ولاعبو المنتخب السعودي على عاتقهم المحافظة على هيبة وسمعة كرة القدم السعودية التي أصبحت في أعناقهم وحدهم بعد أن تخلى البقية عنهم لذا عليهم مسئولية كبيرة في استرداد هيبة منتخب بلادهم والرد على الوسط الرياضي السعودي الذي أسرف في خذلانهم بسبب تصدر المتأزمين للمشهد الإعلامي فيه ولاسيما أن الكثير من لاعبي المنتخب السعودي خرجوا وأبدوا تذمرهم وتضجرهم من أطروحات المتعصبين والمحتقنين التي أثرت على حضور الجمهور السعودي لمساندة المنتخب!!.. وهذا ما يدعوني إلى توجيه رسالة خاصة للجمهور السعودي العقلاني بأن يدركوا ويستوعبوا أن هذه الهجمة المنظمة على المنتخب السعودي وفي هذه البطولة تحديداً أصلها ومنبعها هو التعصب للأندية على حساب مصلحة المنتخب وسمعة الرياضة السعودية وأن ما يحدث هذه الأيام حقيقته هو جلد المنتخب بسوط الهلال لذا الجمهور السعودي في امتحان وطني قوي إما أن يستجيب للمتأزمين الذين يحاولون جر المنتخب السعودي إلى معارك جانبية وقضايا هامشية، وإما أن يلتفوا حول منتخب بلادهم ويدفعوه إلى استعادة أمجاده بداية من مباراته اليوم أمام منتخب الإمارات وبالتالي يكونون قد ساهموا في ردع المتعصبين وهزموا المحتقنين الذين تمادوا كثيراً وكأنهم يجهلون أن الوطن فوق المساومة الدنيئة وأعلى من المزايدة الرخيصة!!.
نقاط سريعة
- تفاعل سمو أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله مع البطولة الخليجية ومبادرته لتكريم الضيوف فيها ودعمه المباشر للمنتخب السعودي كشف المعنى الحقيقي للمسئول المتنوع والمتفتح على الحياة وأعطى نموذجا رائعا للشاب السعودي القيادي والفعال في المجتمع.
- سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد أمام تحدٍ كبير في ضبط الوسط الرياضي وما قرارات الرئاسة العامة لرعاية الشباب في حق نائب رئيس نادي الهلال ورئيس نادي الشعلة وعضو مجلس إدارة نادي النصر إلا محاولة جادة لتدارك من يمكن تداركه من الانفلات والتفلت الظاهر في الوسط الرياضي وإجبار العاملين فيه على الانضباط بقوة النظام!!.
- أتوقع ولا أتمنى أن منتخبي الإمارات وعمان هما طرفا نهائي بطولة الخليج لأن المنتخبين خاضا مباريات قوية في المجموعة الثانية على العكس من المنتخبين السعودي والقطري اللذين وقعا في مجموعة سهلة كان الأبرز فيها منتخب اليمن!!.
- يبدو أن مدرب نادي الهلال سيضطر للاستعانة بلاعبين من الفريق الاولمبي مكرهاً لتجاوز الضغط الرهيب الذي سيواجهه فريقه خلال شهر ديسمبر إذ سيلعب الهلال وخلال (23) يوماً (6) مباريات رسمية في المسابقات السعودية!!.
- بالمناسبة لا يمكن تمرير وتبرير برمجة مباراتي الهلال أمام هجر في الإحساء شرق المملكة يوم (20) ديسمبر وأمام الاتحاد في جدة غرب المملكة يوم (23) ووضع ثلاثة أيام فاصل بينهما إلا محاولة تصيد للهلال وتقصد إعثاره في الدوري وبطولة كاس ولي العهد!!.
- سكوت وصمت إدارة نادي الهلال على ضغط مبارياته بهذه الطريقة المكشوفة غير مبرر وهو مسوغ لبقية اللجان في الإصرار على ذبح الهلال من الوريد للوريد كما يحدث كل موسم!!.
- وعلى النقيض تماماً وبالرغم أن المتضرر الأكبر في إعادة برمجة مباريات الدوري بعد بطولة الخليج هو الهلال إلا أن إداراتي الاتحاد والنصر ظهرتا الأكثر اعتراضاً على إعادة البرمجة وكأنهم تناسوا كيف كانت مسيرة فريقي الاتحاد والنصر منذ بداية الدوري وكيف استطاعوا أن يجمعوا النقاط من الفرق غير المنافسة وعندما اصطدموا بالفرق الكبيرة خسروا؟!!.
- جنون العظمة المزيفة التي تنتاب الحكم السعودي مرعي العواجي بين حين وآخر هي من وضعته في مواقف محرجة مع مسئولي الأندية السعودية والمنتخبات الخليجية ويا ليت مرعي يراجع حساباته على أدائه التحكيمي قبل الهجوم على ضيوف المملكة بألفاظ مسيئة!.