أكدت مؤسسة النقد العربي السعودي أن التغيرات المتلاحقة في القطاع المالي محلياً وعالمياً تتطلب تركيزاً أكبر على منهجية بناء وتطوير القدرات المهنية للموارد البشرية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للقطاع، وقال نائب المحافظ عبد العزيز الفريح: لا بد من إعداد كفاءات لمواجهة التحديات المحتملة في المستقبل، وأضاف: من أجل أن نهيئ أنفسنا للعمل في بيئة مالية متكاملة محلياً وعالمياً ومتسمة بمزيد من التنوع والتعقيد، فإننا بحاجة لأن نكون سبّاقين في تعزيز مؤسساتنا، وتطوير أسواقنا المالية والبنى التحتية المرتبطة بها، والاستثمار في الإنسان الذي هو المحور الأساس لبناء القدرة على دعم المؤسسات، حيث إن الموارد البشرية في هذا القطاع هي أهم الأصول التي يجب الاعتناء بها.
والمؤسسات الناجحة هي تلك التي حددت أهدافها الإستراتيجية بعناية ووظّفت الموارد البشرية المؤهلة لتحقيق هذه الأهداف بفعالية، وأوجدت إجراءات داخلية محددة بدقة لتقييم ثغرات المهارات، واتخذت التدابير اللازمة لسد هذه الفجوات، من خلال قيادة متميزة تسعى إلى تحقيق أهداف المنشأة.
وقال الفريح أمس خلال تدشين ورشة «بناء القدرات المهنية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للمنشأة» إن المؤسسة وضعت مؤخراً إستراتيجية تنتقل من خلالها من الأساليب التقليدية في إدارة الأعمال وتبنت نموذجاً مبنياً في جوهره على الكفاءة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية.. وهناك عدة مبادرات سيتم تنفيذها في الأجل القصير والمتوسط والطويل وفقاً لهذه الإستراتيجية، مبيناً أن تطوير الموارد يُعد أحد المجالات المحورية التي سينصب عليها التركيز لكونها جزءاً من هذه الإستراتيجية.
ورأى الفريح أن المعهد المصرفي قدم مساهمة تستحق التقدير في صقل مهارات المهنيين العاملين في مجال الخدمات المالية.. كما قدم المعهد للمشاركين في برامجه التدريبية فرصاً لتكوين شبكة علاقات مهنية واجتماعية قوية وتساعد على تبادل الخبرات فيما بينهم.
وهدفت الورشة التي شهدت مشاركة عدد من العاملين في الكليات والمعاهد المصرفية الخليجية بالإضافة إلى ممثلي المؤسسات المالية بدول المجلس لتسليط الضوء على التدريب التقليدي والتدريب المصمم وفق قدرات ومهارات مهنية محددة.. بالإضافة إلى استعراض تجارب المعاهد المصرفية الدولية وتجربة المعهد المصرفي والمالي السعودي في استخدام منهجية بناء القدرات المهنية.. وكذلك تجارب الجهات الرقابية والمؤسسات المالية بالمملكة في تطبيق هذه المنهجية.
من جهته أكد مدير عام المعهد المصرفي والمالي الدكتور فهد الدوسري أن تنظيم الورشة يأتي في ظل المتغيرات المتسارعة في القطاع المالي والمصرفي، وتوجه المؤسسات المالية نحو تغيير إستراتيجيات بيئة أعمالها لتواكب هذه المتغيرات وتتمكن من تحقيق أهدافها.. ونظراً لكون الموارد البشرية تحظى بدور رئيس في ذلك، فالأمر يحتّم وجوب العمل المستمر على بناء قدرات العاملين في هذا القطاع من خلال وضع المعايير المهنية وتصميم البرامج التدريبية بناءً على هذه المعايير واستحداث شهادات مهنية لكافة وظائفه.
وتطرق الدوسري إلى دور المعهد المستمر في مساندة المصارف والمؤسسات المالية في مجال تطوير مواردها البشرية من خلال تقديم أفضل الحلول المعرفية والتطبيقية المتنوعة التي تلبي احتياجاتهم.