لاشك أن العملية التي نفذها صباح أمس الثلاثاء 18-11-2014م مقاومان فلسطينيان في مدينة القدس المحتلة ضد المستوطنين الصهاينة تأتي نتيجة طبيعية لسياسات الاحتلال المستمرة في تدنيسه للمقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى.
عندما تواصل سلطات الاحتلال الصهيوني سياساتها الغاشمة القائمة على القتل والاغتيالات والاعتقالات والإعدامات والتوسع الاستيطاني وإنكار الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، كل هذا يشكل مصدراً للعنف، فماذا سيكون مطلوباً من الشعب الفلسطيني في مقابل هذه السياسات الإجرامية والإجراءات الغاشمة غير المقاومة والاستبسال في الدفاع عن نفسه وعن مقدساته.
نقول الدم يستسقي الدم...
ولا يغسل الدم إلا الدم...
ولا يحمي المقدسات سوى المؤمنين بقدسيتها.
والحقوق تنتزع انتزاعاً ولا يمكن أن تمنح منحاً من الأعداء...
تلك هي الفطرة، وتلك هي الطبيعة لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومعاكس له في الاتجاه.. وإن هذه الجرائم الصهيونية المستمرة في حق البشر والحجر والإنسان في فلسطين على يد قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال يأتي الرد الطبيعي عليها وبالإمكانيات المتاحة للشعب الفلسطيني كما حصل صباح هذا أمس، وأن المسؤول الأول والأخير عن هذا العنف الدامي واستمراره هو الكيان الصهيوني وسياساته والمجتمع الدولي المتخاذل عن ردعه وإنهاء آخر احتلال على وجه الأرض.
لكل ذلك يتأكد أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة...
لا تسوية ممكنة من دون أن يأخذ ميزان القوى في الاعتبار...
تلك حقائق وبديهيات لمن أراد أن يدرك أو يتبصر...!!
فهل يدرك ويتبصر ويعيها المجتمع الدولي، لقد آن الأوان لإدراكها وإعادة النظر في ما سلف من مواقف وسياسات وتقويمها أصبح غاية في الضرورة والأهمية... وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية والعربية وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، واستعادة الأمن والسلام للمنطقة.